«انتظريني وسوف أعود» 

ثقافة 2019/08/24
...

شعر: قسطنطين سيمونوف
ترجمة: جمال جمعة
تمهيد:
ولد الشاعر والكاتب الروسي قسطنيطين سيمونوف (1915 – 1979) في مدينة بيوترغراد، حيث درس في أحد المعاهد المهنية ثم عمل في المصانع فيما بعد. شرع في نشر أشعاره منذ أواسط الثلاثينيات، ثم عمل مراسلاً حربياً في الشرق الأقصى مع بدء الاشتباكات مع القوات الألمانية عام 1939 لينخرط بعدها في الحرب الوطنية العظمى مراسلاً حربياً لإحدى
 الصحف الروسية.
لعبت قصائده العاطفية دوراً هائلاً، أثناء الحرب، في تعميق الحس الوطني المقاوم واستقراء الواقع الاستثنائي الذي يعيشه الجنود على الجبهات، حتى أن قصيدته «انتظريني وسوف أعود» انتشرت كالنار في الهشيم. ففي شهر فبراير عام 1942 عندما تراجعت جيوش هتلر عن موسكو، نشرت جريدة «البرافدا» هذه القصيدة التي استحوذت بسرعة 
فائقة على قلوب الجنود الذين اقتطعوها من الصحيفة، تبادلوها في خنادقهم، حفظوها عن ظهر قلب، وكتبوها في رسائلهم إلى زوجاتهم وخطيباتهم، ووجِدت القصيدة في جيوب الجرحى والقتلى. كما وبلغت هذه القصيدة شهرة لا مثيل لها، إذ ترجمها الألمان بدورهم وتغنى بها جنودهم في سوح القتال. يقول تيخانوف: «إن جيل سيمونوف هو جيل الخنادق والمعارك وحين يتذكر هذا الجيل الحربَ سيتذكر سيمونوف حتماً، وهذا ليس بقليل..» 
(المصدر: ويكيبيديا / أنباء موسكو).
انتظريني وسوف أعود، فقط انتظري بعناد. 
انتظري حينما تغمركِ الأحزان وأنتِ تراقبين المطرَ الأصفر. 
انتظري حينما تسفُّ الرياحُ أكوامَ الثلوج. 
انتظري في حرّ القيظ. 
انتظري حينما يكون الآخرون قد توقفوا عن الانتظار، ناسين أمسهم. 
انتظري حتى عندما لا تعود الرسائل من الأقاصي تصل إليك. 
انتظري حتى عندما يتعب الآخرون من الانتظار. 
 
انتظريني وسوف أعود، لكن انتظري بصبر. 
انتظري حتى عندما يخبرونكِ بأنّ عليك النسيان. 
انتظري حتى عندما أمي وابني يعتقدان بأنني قد زلتُ عن الوجود. 
وحين يجلس أصدقائي حول النار يشربون في ذكراي، 
انتظري ولا تعجّلي بالشرب نخبَ ذكراي أيضاً. 
 
انتظريني وسوف أعود، متحدّياً كلَّ موت. 
ودَعي أولئك الذين لم ينتظروا يقولوا إنني كنتُ محظوظاً. 
سوف لن يفهموا أبداً بأنكِ، من وسطِ الموتِ 
أنقذتِني بانتظارك. 
فقط أنتِ وأنا سيعرفان كيف نجوتُ: 
لقد كان ذلك لأنكِ انتظرتني كما لم ينتظر أيُّ شخصٌ آخر.