صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية، وزارة الثقافة وضمن سلسلة نقد كتاب بعنوان « بيت الحمام سفر الزمان في رؤى المكان» للمؤلف جاسم العاصي، وقد قسم الكتاب إلى « التخريج الثقافي والمعرفي، قراءة نصوص المكان». 

كما وتضمن القسم الأول، موضوعة انسان المدينة وساكن المدينة، والذي تناول من خلاله الباحث كتابات الناقد ياسين النصير كما هو مع الفن واستحالة النص المكان الروائي انموذجا والتي رأى خلالها معالجات النصير لـ (خصائص وتوظيفات المكان وكل ماله تماس وعلاقة جدلية بأسس المكان وجمالياته، متخطيا بذلك ما املته وأشارته البحوث على شتى الأصعدة منها الاجتماعية والفلسفية»، ووصف عاصي بواسع الوعي الفلسفي الذي قاده إلى توسعات خلقت مناخات كفيلة بان تخلق مفاهيم فكرية عامة وهي تعالج تنوعات المكان في الوجود الفعال، وبهذا تأسس منهج نقدي واضح لدراسة صورة المكان في النص. 

أما في التحولات والرؤى يرى الباحث أن الدكتور لؤي حمزة عباس يستمد خلاصته الرؤيوية من النصوص التي كتبها المبدعون العراقيون من كتاب سرد وشعر، بعضها رصد أجواء الحرب والأخر رصد ما هو مهمل في المدن، بمعنى انه قد أعتمد البعض على الذاكرة فيما يخص القبل والبعد لصورة المكان.  وفي العمارة البيت الشعري يقول عاصي إن « اسعد غالب الأسدي يشتغل في مبحثه عن المكان انطلاقا من ازدواجية النظر للمكان وحمولاته، فهو يداخل بين مراقبة المكان تارة، وتارة ينغمر بين اجزائه وكلياته».  وعن جانب صورة المكان ومناحيه الفكرية فقد تناول الباحث كتاب انتاج المكان للدكتور محمد الاسدي « الذي انطوى على دلالة المكان، من جانب انتاجه والإنتاج هنا يأتي من حاصل تحصيل لظاهرة العبور من الصورة الأصغر نحو الصورة الأكبر بمعنى يقتصر الإنتاج على توسيع دائرة المكان وخلق صيرورة جديدة ترقى به وتسجل ضمن الرموز التي يتداولها الشعر». 

وفي القسم الثاني من الدراسة يلاحظ الكاتب المكانة التي تتخذها بعض الأماكن العراقية لدى الأدباء ومنها شارع الرشيد فيقول عنه « لقد حظي شارع الرشيد باهتمام الباحثين والدارسين والمثقفين، شأنه شأن الشوارع المهمة والمتميزة في العالم العربي والعالم الأوربي، فكان الأدباء موئلا تضمنته كتاباتهم القصصية والروائية ومنهم –غائب طعمه فرمان، فؤاد التكرلي، ياسين النصير، عبد الرحمن مجيد الربيعي، ناطق خلوصي، كولون ولسون، سارتر».