تسهمُ اللقاءات التاريخية المنضوية تحت عنوان المصالحة في خدمة القيمة الإنسانية العليا التي تنتج من هذا التقارب الذي يحقق الغاية التي كنا ولا نزال ننتظر التعبير فيها ضمن حرية الرأي والاختيار والتفاهم المشترك من أجل الشعب أولاً واخيراً.
واذا تابعنا مجريات هذهِ اللقاءات نراها ممتعة لكل الاتجاهات وهي الروح العصرية التي تنتمي اليها الجماعير لما فيها الصلاح والإصلاح وهي طرح المنهج الحر في منبر الديمقراطية في مقومات إيجابية تنتمي للسلوك السياسي والاجتماعي وسلطة الشعب للشعب وهذا ما يبهر الأعداء الذين يخافون من تجارب بهذا الشكل يوصل خيط الأخوة من التنافر الى التقارب والظفر بزمن تاريخي يكون عرساً وطنياً للجميع.
هذهِ اللقاءات ضمن مفهوم المصالحة ترسم الطريق موضوعياً نحو تنوع متعدد الفوائد ضمن الشريحة المثقفة التي تمسك بالحقيقة من يديها وتسيربهذا الطريق كل واحد في سلطة خفية من الثقة والقوة الأرضية التي تمنح الجميع تَصدّر الموضوع نقاشاً مع اشراك الفاعلية الفردية والجماعية كشكل متناسق برغم الاختلافات في الرؤى والمعطيات النضالية وهذا ما يؤكد النسق الحضاري التي تجري عليه الحكومات والشعوب ضمن الشرعية من دون المساس بالواقع الاجتماعي والكفاءة الوصفية التي لا ترهق الجميع اثناء الحديث ضمن نظام الحوار بقيم تصاغ من كل الأطراف بما فيها تذليل الصعوبات واحترام التنازلات من هذا الطرف أو ذاك وهو يليق بالثقافة السياسية التي تتمتع فيها أحزاب وقوى ما زالت على الأرض في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين الميلادية.
إن السؤال الذي حركّ أسئلتنا الآتية ،لماذا نحاول أن نضيء الأنفاق المعتمة ؟ ولماذا نحن من المؤمنين في التطورات اللاحقة ؟ إن المصالحة تخدم الظروف الصعبة التي يمرُّ بها الوطن أفضلُ مما لم تكن هناك روح التفاهم والتقارب والمعرفة المشتركة سوى حين العمل والعبادة والاسترخاء من ضغط الحياة واهمال البعض، إضافة الى الاستقلالية في المحاورة والنقاش بدل التبعية وهذا يجعلنا نؤمن بمنهج التطورات المتلاحقة في مسار الخطوة للأمام أفضل من الخطوة للخلف، وكونهُ منهجاً عالمياً نقدياً يصّوب الخطأ ويعطي علامات النجاح للأفضل والأصح وقد حافظ هذا المنهج لأعوام كثيرة، من ضمنهِ حوار المرحلة وتطورها وبناؤها وجعلها ستراتيجية من ممكن تأسيسها ومن ممكن تناسيها اذا كثرت عليها الانتقادات من الاتجاهات التي لا تحمل ثقافة المستقبل وهذا ما ينطبق عليه القول المأثور ((أسوأ الناس حالاً من لا يثق بأحدِ لسوء ظَنهِّ، ولا يثقُ بهِ أحد لسُّوء أثرِه)).
إن اعتقاد البعض من كثرة الاخوان هم السند والرفعة والقوة والتي يستطيع بهم الكتابة بالدم والنار هو شكل آخر حينما لا يأويك بالخطأ والغرور إلا جهة واحدة أو أقل تحاول أن تأوي الفشل والتعب والمرارة من كل هذا التطرف والدخول بخلاصات لا معنى لها سوى الفراق والموسيقى الدراماتيكية التي تصاحب الموقف لانكسار إرادة شعب جبار كان في يومٍ ما، جيش المسلة التاريخية العراقية الحضارية القديمة الشامخة عبر كل الأزمان والعهود والانتصارات والانكسارات، جيش حمورابي وقوانينه التي أعطت للدستور والجيش والحدود والشعب وخيراته وأرضه معاني سامية تليق بالعراق واهلهِ وقومياته واديانه ومذاهبه وعاداته ومهنه وعافيته.
إن الحضور السياسي واجب في هذهِ المرحلة والأوقات المقبلة، حضوراً وطنياً يكون كل فرد سيفاً بتاراً للطامعين والسراق والذين يحاولون الانطلاق من شر يصيب الجميع ويضع حداً للاصطدام الداخلي، ويبني العلاقات الأخوية من جديد، والاهتمام بالإنتاج الإنساني الذي يوفر الخير للجميع، من هنا لابدَّ أن هذا الموضوع المعاصر، المصالحة، تسكن النفس سكوناً يزول معهُ الشك ومعه حصول اليقين بوطن خيرهُ للكل.