بغداد / اسراء السامرائي
تسعى وزارة التربية الى معالجة حالات التسرب من المدارس بالتزامن مع قرب حلول العام الدراسي الجديد، اذ نسقت مع منظمة (اليونيسيف) لتطبيق مشروع التربية الايجابية لمعالجة سلوكيات العنف الذي يتبعه بعض الطلبة والتربويين.
وقال مدير العلاقات والاعلام في وزارة التربية فراس محمد حسن بتصريح خاص ادلى به لـ”الصباح”: ان وزارته سبق وان اعدت مع وزارة العمل، برنامجا خاصا لمعالجة حالات التسرب من المدارس، منوها بأن البرنامج يهدف للحد من تسرب الاطفال من مقاعد الدراسة وزيادة الوعي في الجانب التعليمي.
وذكر بأن البرنامج يهدف ايضا لتوجيه موارد الدولة نحو الفئات الاكثر استحقاقا، مبينا ان غاية عمل الوزارة وبالتعاون مع الجهات الساندة الاخرى، هي حماية المجتمع من الاخطار والعمل بصورة مستمرة من اجل الحد من الظواهر الخطيرة التي تاتي على اشكال عدة منها ظاهرة التسرب.
وتابع حسن ان اسباب التسرب من المدارس كثيرة، منها مادية واجتماعية وتعليمية، منوها بأن معالجتها تحتاج الى تكاتف اكثر من جهة للحد من التسرب، فضلا عن ان قانون التعليم الالزامي يحتاج الى تعديل لضمان انخراط جميع ممن تنطبق عليهم الشروط في التعليم في المدارس كأن تفرض غرامة مالية على ولي امر الطالب او معاقبته قانونيا.
وافاد بأن وزارته طبقت مشروع التربية الايجابية، ويتضمن معالجة حالات المعنفين من مدراء المدارس او المعلمين او التلاميذ بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، اذ قامت باعداد كراس لتعديل السلوك بهذا الموضوع، لكون المعنفين منهم لهم دور في نفور التلميذ او الطالب للمدرسة.
واردف مدير العلاقات والاعلام ان هذا الامر يتم خاصة عندما يعمل الطالب على تكسير المقاعد الدراسية والزجاج والعبث بالبيئة المدرسية، اضافة الى اتباع اسلوب الضرب من قبل بعض المعلمين والمدرسين مما يؤدي الى نفور الطالب للمدرسة وبالتالي يكون متسربا منها.
من جانبها افادت مديرة التعليم الابتدائي في الوزارة شهرزاد مصطفى بتصريح خاص ادلت به لـ”الصباح”: بأن المديرية العامة للتعليم العام والاهلي والاجنبي شكلت لجانا تتابع تسجيل الاطفال المشمولين بالتعليم في المدارس الابتدائية، كما تابعت تسجيل المتسربين الذين تزيد اعمارهم عن عشر سنوات حتى 15 سنة في مدارس اليافعين.
وبينت ان تسجيل الاعمار بين 12 الى 18 سنة، يكون لمن لم يسجل اساسا في مدرسة، ولهم الحق بالتسجيل في مدارس التعليم المسرع، مؤكدة في الوقت نفسه ان هذه المبادرة تأتي للحد من حالات التسرب من المدارس، مؤكدة الحاجة الملحة الى التوعية الاعلامية بهذه المدارس لاستقطاب كل المتسربين من المدارس نحوها لكون القليلين منهم ممن يعرفون بهذه المدارس.
الى ذلك قالت الباحثة الاجتماعية زمن القيسي بتصريح خاص ادلت به لـ”الصباح”: ان انتشار ظاهرة التسرب يكمن بعدة اسباب تدفعه للسير في طريق الجهل والامية التي تتمثل بالاسباب التربوية التي تتضمن تدني القدرة على الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم الأكاديمي عند الطلبة.
واردفت : ان الاسباب الاجتماعية لذلك تتمثل بعدم الرغبة في التعليم المختلط او الاعاقات النفسية والجسمية للطالب او الخطوبة والزواج المبكرين او عدم الرغبة في الدراسة في مكان بعيد عن السكن وهذه الاسباب تزداد لدى الفتيات بالمناطق التي تفتقر الى الثقافة التعليمية مثل الارياف وغيرها، فضلا عن الاسباب الاقتصادية التي ترجع لضعف الحالة المادية لأهل الطلاب، الأمر الذي يدفع الطلبة إلى ترك المدرسة بحثا عن العمل وان كان باجور منخفضة لاعالة اسرهم الفقيرة .
واضافت القيسي ان التسرب من المدارس اصبح مشكلة العصر وان القضاء عليه يقع على عاتق المدرسة من خلال معالجة مشكلة تخص التلميذ نفسه، كأن تكون في التغيب المتكرر عن المدرسة وانخفاض المستوى العلمي وملاحظة ذلك من خلال الملاك التربوي، اضافة الى كثرة تنقل التلميذ من مدرسة الى اخرى.
واقترحت الباحثة الاجتماعية بأهمية اعادة صياغة المدارس كمنظومة بحيث يصبح للتعليم معنى لدى التلميذ وتصبح المدارس وسيلة يسعى اليها رغبة لا رهبة، ووسيلة يجد فيها ما يعود عليه بالنفع، مشيرة الى ان ايجاد حلول لمشكلة البطالة، اثر في مواصلة الطلبة في مرحلة التعليم الثانوي لتعليمهم بشكل طبيعي لما يرونه من خريجين يسبقونهم بالتعليم تخرجوا ولم يجدوا فرصة عمل او حصلوا على وظيفة.