مهرجان فينيسيا 76 ... طريق الأفلام الفائزة الى الأوسكار
الصفحة الاخيرة
2019/09/03
+A
-A
سينما/ وكالات
ما من شكّ أنّ الطريق الى جوائز الاوسكار يمر من خلال مهرجان فينيسيا السينمائي، الذي انطلقت فعالياته، الأربعاء الماضية، بمشاركة كوكبة من النجوم، لكن أيضا بضجة أثيرت بشأن قلة عدد المخرجات في المنافسة التي تشمل هذه السنة مخرجين مثيرين للجدل من أمثال رومان بولانسكي ونايت باركر، وتضم 21 فيلما طويلا يتنافسن على جائزة الأسد الذهبي التي تُمنح في السابع من أيلول من لجنة تحكيم ترّأستها المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل.
واستقطبت دورة هذا العام نخبة من أهم الأسماء في عالم السينما على شاكلة: روبرت دي نيرو وبراد بيت وجوني ديب وكريستن ستيوارت وسكارلت جوهانسن وغونغ لي وبينيلوبي كروز فضلا عن نجم الروك ميك جاغر.
وشهدت انطلاقة المهرجان إطلالة كلاسيكية لاثنتين من أيقونات السينما الفرنسية والعالمية، إذ تألقت كاترين دونوف وجوليت بينوش بطلتا فيلم الافتتاح “لا فيريتيه” (الحقيقة) للياباني هيروكازو كوري إيدا الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان العام الماضي مع “سُرّاق المتاجر”.
أما لناحية النجوم الأميركيين، فسيحضر براد بيت للترويج لفيلم الخيال العلمي “آدا أسترا” لمواطنه جيمس غراي. كما يُتوقع حضور النجمين روبرت دي نيرو وجواكين فينيكس عن الفيلم المنتظر “جوكر” لتود فيليبس والذي يستكشف أصول الخصم الشهير للرجل الوطواط (باتمان)، فضلا عن ميريل ستريب عن فيلم “ذي لاوندرومات” لستيفن سودربرغ بشأن فضيحة “أوراق بنما”.
وأثار وجود مخرجتين فقط في المنافسة هما السعودية هيفاء المنصور عن فيلمها “المرشحة المثالية”، والأسترالية شانون مورفي مع “بابيتيث”، بعدما اقتصر العدد على مخرجة واحدة العام الماضي، انتقادات من جانب الجهات النسويّة.
وقد ازدادت حدّة هذه الانتقادات التي وُجهت أيضا العام الماضي إلى هذا الحدث، خصوصا لكون مهرجان “كان” اختار أربع مخرجات للمنافسة فيما بلغ عددهن سبعا في برلين السينمائي، وكان لاختيار ادارته فيلم المخرج المثير للجدل البولندي الفرنسي رومان بولانسكي، للمشاركة في المنافسة، لكن مدير المهرجان ألبرتو باربيرا دافع عن خياره وقال: “نحن هنا لنشاهد أعمالا فنيّة لا لنحاكم الشخص الذي يقف وراءها”.
لكن يبدو أنّ محاولاته هذه غير مقنعة خصوصا لأنّ المهرجان أعلن عن مشاركة فيلم “أميريكن سكين” العمل الجديد لمخرج فيلم “ذي بيرث أوف إيه نايشن” الأميركي نايت باركر الذي بُرّئ في العام 2011 من تهمة اغتصاب طالبة، في قضية تفاعلت مجددا في 2016 بعد الكشف عن انتحار هذه الأخيرة.
وشهدت أيام المهرجان الماضية وستشهد أيامه اللاحقة عرض أفلام منها: “عن الأبدية” للمخرج السويدي روي أندرسون، و”إيما” للشيلي بابلو لارين، و “في انتظار الهمجيين” للمخرج الكولومبي تشيرو غيرا.
ومن الأفلام الإيطالية المشاركة السينما الإيطالية: “عمدة ليوني سانيتيه” المخرج ماريو مارتوني، فضلا عن فيلمين فرنسيين، هما: “غلوريا موندي” لروبير غيديغويان و”شبكة البعوض” لأوليفييه أسايس.
ويتكوّن مهرجان العام الحالي من المسابقة الرئيسية (البرنامج الرئيس) ومسابقة الأفلام المستقلة والسينما الموازية والسوق السينمائية وغيرها من المسابقات.
ومن ظواهر المهرجان المستجدة حديثا، عرض حلقتين من مسلسل “بابا الجديد” من إخراج باولو سورينتينو، وبطولة، جود لو، وجون مالكوفيتش.
فيما يُعرض في مسابقة “الآفاق” الدولية فيلم “الإنسان المجرم” الروسي الجورجي المشترك من إخراج دميتري ماموليا.
غافراس يتوَّج بـ “المجد”
وكُرِّمَ المخرج اليوناني الشهير غوستا غافراس عن مجمل أعماله بجائزة المجد التي تُعرض خارج المسابقة، اذ عرض فيلمه الجديد “أشخاص بالغون في الغرفة” للمخرج الفرنسي اليوناني، كوستا غافراس، خارج المسابقة، وهو الفيلم الطويل التاسع عشر لصاحب “زد” يحكي يانيس فاروفاكيس عن نضاله في وجه الاتحاد الأوروبي خلال أزمة الدين اليوناني، الفيلم مقتبس من مذكرات وزير المالية اليوناني.
أسد ذهبي للمودوفار
منح مهرجان “البندقية” جائزة “أسد ذهبي” للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الذي وصفه مدير المهرجان بأنّه “الأكبر والأكثر تأثيرا” في السينما الإسبانية منذ لويس بونويل.
ولم يسبق للمخرج الإسباني أن فاز بأي جوائز في المهرجانين الأساسيين في أوروبا وهما “البندقية” و “كان”.
وقال ألمودوفار (69) عاما خلال مؤتمر صحافي قبل منحه الجائزة “بعد ثلاثين عاما أمنح جائزة أسد ذهبي على فيلم عائد للعام 1988. هي خطوة شاعريّة عادلة”.
وكوفئ المخرج عن فيلمه الشهير “نساء على شفير الانهيار العصبي” الذي أثار استحسان الرأي العام بشكل واسع. وقد عرض في قاعة كبيرة في مهرجان البندقية.
مشاركة عربيَّة متواضعة
بضعة أفلام واختيار الممثلة التونسيّة هند صبري للمشاركة في لجنة تحكيم جائزة العمل الأول، هي مجمل المشاركة العربية، التي بدت بسيطة ومتواضعة، فهي تعكس تماما حال صناعة السينما البائسة في بلدان لغة الضاد، أبرزها: فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور “المرشحة المثالية”، الذي شارك في افتتاح المسابقة الرسمية، وعرض في مسابقة أسبوع النقاد الفيلم الروائي “سيدة البحر” للمخرجة السعودية شهد امين، على هامش أسبوع النقاد، وهو من إنتاج مشترك بين الإمارات والسعوديّة والعراق، فضلا عن الفيلم اللبناني “جدار الصوت” للمخرج أحمد غصين، وفي مسابقة “آفاق” عرض الفيلم التونسي “بيك نعيش” للمخرج مهدي البرصاوي، وانضم الفيلم القصير “سلام” للأردني زين دريعي الى قسم أيام فينيسيا، وهناك أفلام أخرى عرضت وستعرض في ايام المهرجان، منها التونسي “أحزان عربيّة” للمخرجة منال لعبيدي، وفيلم “ستموت في العشرين” للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء.
كلاسيكيّات فينيسيا
وشهدت أيام البندقية استعادة لعشرين فيلما كلاسيكيا من قبل شركات ومؤسسات ثقافية متخصصة، منها: “الشيخ الأبيض” (1952) لفيلليني تزامنا مع الاحتفال بمرور 100 عام على مولده في 2020، وفيلم “نيويورك.. نيويورك” لمارتن سكورسيزي، الذي رُمِّمَ مؤخرا، فضلا عن فيلمين لبرناردو برتولوتشي، هما: “The Grim Reaper” الذي عرض في دورة 1962 من المهرجان، و “استراتيجية العنكبوت” (عرض في 1970)، وتمت اعادة الحياة لفيلم لويس بانويل النادر “الحياة الإجرامية للشجعان” (1955) الذي أخرجه في المكسيك. وهناك 9 أفلام عن صناع السينما منها أفلام عن فيلليني وتاركوفسكي وادغار رايتز وبييرو فيفاريللي، وآخر عن أفلام الرعب الإيطالية، كما يعرض خارج المسابقة فيلم “المواطن روزي” عن أعمال المخرج الإيطالي الكبير الراحل فرنشيسكو روزي.
ختام
وبحسب منهاج المهرجان فإنّ مسك ختامه سيكون بعرض فيلم “هرطقة البرتقال المحروق” (خارج المسابقة) للمخرج الإيطالي جيوسيبي كابوتوندي، وهو إنتاج مشترك بين أميركا وإيطاليا، الفيلم مقتبس عن رواية أميركية للكاتب تشارلز ويلفورد، في أدوار البطولة ميك جاغر ودونالد سوذرلاند وإليزابيث ديبيكي.