إشادة دولية بترؤس العراق لاجتماع الجمعية البرلمانية الآسيوية

الثانية والثالثة 2019/09/05
...

بغداد/ الصباح/ عمر عبد اللطيف / مهند عبد الوهاب / شيماء رشيد
 
اختتمت في بغداد، امس الاربعاء، اعمال اجتماع لجنة التخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الاسيوية بمشاركة 16 دولة، وسط اشادات دولية ونيابية بترؤس العراق للجمعية. واجمع المشاركون على ان التنظيم الكبير لهذا المؤتمر دليل على استقرار العراق ونجاحه الكبير في توحيد المواقف العربية والدولية التي تضمن دعائم الاستقرار لشعوب المنطقة والعالم والسعي نحو تخفيف الازمات الاقتصادية.

المعركة مع الارهاب
ورأى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ان المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد، مبيناً أن المشكلات التي خلفها الإرهاب لن يتم حلها الا بتضافر الجهود الدولية المشتركة، بينما شدد على عدم السماح بأن يكون العراق جزءاً من الصراعات الدولية.
وقال الحلبوسي خلال افتتاح أعمال اجتماع لجنة الموازنة والتخطيط والمتابعة للجمعية البرلمانية الاسيوية في بغداد: إن “النصر على داعش هو صفحة مضيئة في حياة الانسانية وليس في حياة العراقيين لوحدهم”، مبيناً أن “الإرهاب لم يستهدف العراق حتى وأن اختار العراق ساحة لحربه وانما كان يستهدف المنطقة ودول العالم من دون استثناء”.
وأضاف “ندرك في العراق أن معركتنا لم تنته بعد، فلا تزال أمامنا مشكلات من تلك التي خلفها الإرهاب ولا تزال تحتاج لمعالجة جادة”، موضحاً أن “هذه المشكلات لن تُحل إلا بتضافر الجهود الدولية المشتركة، ونحن ننتظر من اجتماعكم هذا والاجتماعات التي تليه أن تقدموا لنا في لجنة التخطيط رؤى ومشروعات ناضجة تتعلق بالأولويات والبرامج التي تحتاج اليها بلداننا لاسيما ان معظمنا يعيش ظروفا 
متشابهة”.
وتابع الحلبوسي: “لقد اتخذنا لدولتنا موقف المعبر الذي تلتقي فيه الارادات الخيرة وعمل كل ما بوسعنا من أجل نزع فتيل الأزمات وتقريب وجهات النظر فيكفينا ما دفعناه ثمنا لصراعات الاخرين في بلدنا ومنطقتنا، ولن نسمح لأنفسنا بأن نكون جزءاً من الصراعات الدولية ولذا تجدوننا ندعو باستمرار إلى حل المشكلات الدولية بالوسائل السلمية”.
 
خارطة طريق وتوصيات 
من جانبه، اعرب النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي عن تطلعه لاستثمار فعاليات اجتماع لجنة التخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الاسيوية عبر وضع خارطة طريق ورؤى وتوصيات رصينة منسجمة مع الظروف الراهنة والتحديات القائمة لدى جميع البلدان . 
واضاف الكعبي على هامش انطلاق الفعاليات ان “العمل وفق ما ذكر سيسهم في ايصال المنطقة واسيا الى “بر الامان” وتحقيق الامن والسلام والتنمية لجميع الدول وازالة جميع العوائق التي تقف بالضد من تعزيز العلاقات و المصالح المشتركة بينها”.
كما استقبل الكعبي، بمكتبه وفد برلمان اقليم كردستان على هامش حضورهم فعاليات الجمعية، بحسب بيان صادر من مكتبه. 
وقال النائب الاول  لرئيس مجلس النواب: إن “مشاركة وفد يمثل برلمان الاقليم في اجتماعات اللجنة الاسيوية خطوة ايجابية باتجاه ارسال رسالة للبلدان الاسيوية والعالم اجمع مفادها ان العراقيين بجميع مكوناتهم تمكنوا من دحر الارهاب ليكونوا رمزا للسلام في
 العالم”.
واكد، “ضرورة توحيد الصفوف والمواقف تحت خيمة العراق”، موضحاً ان “الدورة الحالية لعبت دورا كبيرا في اعادة الانسجام ما بين مكونات الشعب العراقي ، وركزت على لعب دور اكبر في تنمية وتعزيز العلاقات الخارجية سواء على صعيد الاقليم او على مستوى العلاقات مع الدول العربية فضلا عن بلدان العالم ، ودليل ذلك حجم الوفود العربية والاجنبية السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية التي تزور بغداد بشكل مستمر ، بعد ان لمس العالم اهمية العراق الستراتيجية “.
 
تحديات تواجه المنطقة
بينما عبر النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بشير خليل حداد عن سعادته وترحيبه بوجود الوفود البرلمانية في العاصمة بغداد من الدول العربية الشقيقة والدول الجوار والأصدقاء للمشاركة في فعاليات ونشاطات الاجتماع المركزي للجنة الدائمة للتخطيط والمتابعة والموازنة في الجمعية البرلمانية الآسيوية، متمنيا النجاح والتوفيق لكل المشاركين في هذا المحفل الدولي وأن يحقق الاجتماع أهدافه المرسومة والخروج بتوصيات وقرارات ترتقي بمستوى التحديات التي تواجه المنطقة والعالم في ظل السياسات المتوازنة والخطط المستقبلية للجمعية البرلمانية 
الآسيوية.
وذكر حداد في البيان الصادر عن مكتبه الإعلامي ان “العراق حريص على أن يلعب دوراً إيجابياً دائماً في المنطقة، ويسعى لعقد شراكات ستراتيجية ومصالح مشتركة مع الأشقاء والأصدقاء ودول الجوار على أساس الاحترام المتبادل وحفظ السيادة”. 
واكد “استمرار الجهود والمساعي في العراق لمعالجة ملف مخيمات النازحين وتأمين عودتهم الى مناطقهم المحررة واعادة اعمارها، وتفعيل الدور الرقابي والتشريعي لمجلس النواب العراقي من أجل محاربة الفساد والمفسدين ودعم المؤسسات والدوائر الخدمية بالقوانين والتشريعات اللازمة لدفع عجلة البناء والإعمار وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار”.
بدوره، قال نائب رئيس برلمان اقليم كردستان هيمن هورامي لـ”الصباح”: “وصلنا الى بغداد بدعوى من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للمشاركة في اجتماعات الجمعية”، مشيرا الى ان “مشاركة وفد الاقليم تأتي ضمن دعم التواصل بين بغداد واربيل لان كردستان جزء اساسي وشريك في العملية السياسية واخذ القرار السياسي”. 
واكد اهمية ان “يتواصل اقليم كردستان مع الوفود المشاركة في المؤتمر”.
 
المرة الاولى في بغداد 
في حين، افاد النائب رامي السكيني رئيس الوفد العراقي ورئيس اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط في الجمعية البرلمانية الآسيوية، في كلمته، “انها المرة الاولى التي يعقد فيها الاجتماع في بغداد و لن تكون الاخيرة، ونحن نعمل بشكل حقيقي على ان يترأس العراق جمعية البرلمانات الاسيوية في الاعوام المقبلة القريبة”.
واوضح “يعقد اجتماعنا هذا في وقت استثنائي للعراق لاسباب عديدة وابرزها ان انعقاده الاول في بغداد، يتزامن مع ايام شهر محرم الحرام حيث تمر الذكرى الاليمة والواقعة التاريخية التي اختزلت كل الصراعات بين الحق والباطل الا وهي استشهاد الامام الحسين واهل بيته الاطهار في سنة 61 للهجرة النبوية المباركة”.
وتابع السكيني “لا يفوتني ان اشير الى ان هذا الاجتماع يعقد في وقت يتوجه فيه العراق الى المجتمع الدولي لرفع قضايا ضد اسرائيل واعترافات نتنياهو بقصف مواقع في العراق وسنعمل على ادراج هذا الموضوع في اجتماعات البرلمان الدولي المقبل”.
واوضح ان “هذا الاجتماع يدل على مكانة العراق و عمقه الاسيوي والاقليمي والدولي، وهذه المكانة التي تستند الى تاريخ العراق الطويل فالامم لا تنفك عن تاريخها بابل وسومر واشور والنجف وكربلاء،
 
مباحثات مفيدة للجمعية 
في السياق نفسه، اعرب رئيس اتحاد البرلمانات الآسيوية محمد رضا مجيدي عن سعادته بعقد هذا الاجتماع. 
وقال في تصريح خَص به “الصباح”: ان “الجلسات الخاصة باللجنة خلصت الى مباحثات مفيدة لمستقبل الجمعية”، موضحا ان “اللجنة اتخذت قرارا بالنسبة للميزانية وكيفية ادارتها في السنوات المقبلة”. 
واكد ان “القرارات التي اتخذت في بغداد ستبحث مرة اخرى في المجلس التنفيذي الاول في تركيا في حين ستشهد نهاية العام الحالي اجتماعا اخر في باكستان”.
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب شيركو ميرويس الاجتماع بداية جديدة للعراق بالعودة الى حضنه العربي والاقليمي والعالمي، مؤكدا ضرورة استثمار تلك المؤتمرات لنقل الصورة الحقيقية للعراق الذي انتقل الى مرحلة البناء 
والإعمار.
وأضاف في تصريح لـ”الصباح”، ان “العراق حريص على ان تكون هذه المؤتمرات انطلاقة لمحيطه العربي من دون تصدير مشكلاته للخارج ليظهر قويا امام أشقائه 
وجيرانه”.
الى ذلك، وصفت عضو مجلس النواب اخلاص الدليمي الاجتماع بالناجح بعد مشاركة 16 دولة فيه للاطلاع على الوضع الاقتصادي والامني الذي وصل اليه العراق.
وبينت الدليمي لـ”الصباح” ان “العراق اصبح حاضرا لاستقبال الوفود والبعثات الدبلوماسية واليوم نطمح الى ان يكون واجهة لكل المؤتمرات المقبلة في الدول الاخرى
 ليحتضنها”.
اما عضو مجلس النواب عن لجنة العلاقات الخارجية عليا الامارة فاشادت بتنظيم المؤتمر، مضيفة انه “دليل على تعافي العراق وعودته الى دوره الريادي”.
وقالت الامارة لـ”الصباح”: ان “العراق للمرة الاولى يستضيف اجتماع البرلمانات الاسيوية وتحتضن بغداد المحبة الجميع بـمشاركة 16 دولة كاعضاء واستضافة الامين العام للبرلمان العربي وهو انجاز رائع جدا”. 
وترى الامارة، ان “هذا المؤتمر هو رسالة لكل الدول على ان بغداد تنهض من جديد وتنعم بالامن والاستقرار وهي تفتح القلوب لاي نشاط 
دولي. 
 
العراق يقود المنطقة 
اما عضو مجلس النواب رائد فهمي، فقد اوضح بان “انعقاد مؤتمر الدول الاسيوية في بغداد رسالة واضحة للدور الذي يقوده العراق في المنطقة، فضلا عن ان هذا الاجتماع يأتي للتعاون والارتقاء بعمل البرلمانات”.
وقال فهمي لـ”الصباح”: ان “مؤتمر الدول الاسيوية وانعقاده في بغداد له دلالات كثيرة منها ان العراق استعاد دوره الاقليمي والدولي وتقدير الدول لانجازاته على المستوى الاقتصادي والامني من خلال انتصاره على الارهاب وايضا يعد تأكيدا لدور العراق الفاعل على مستوى الاصعدة في ظل التوترات التي تعيشها المنطقة”.
واضاف “لا يزال هنالك تطلع بان يكون للعراق دور اكبر وتلتقي فيه الارادات الخيرة ويكون عنصرا لايجاد السلام، منوها بان “البلد لا يريد ان يكون ساحة مواجهة”. بدوره، اكد عضو مجلس النواب حسين عرب في تصريح لـ”الصباح”، ان “انعقاد مؤتمر الدول الاسيوية في بغداد هو نصر للعراق من خلال التنظيم العالي والراقي من لجنة العلاقات الخارجية، اذ تم التباحث مع برلمانات الدول بان يكون العراق على رأس الهرم وان ينتخب رئيس الاتحاد الاسيوي للبرلمانات
 الاسيوية”.
ويرى ان”هذا المؤتمر هو رسالة ايجابية بان بغداد باتت امنة والعراق  يقف في المقدمة وكل هذه الامور تأتي من خلال التنظيم ووحدة الصف الداخلي”. 
بهذا الصدد، اشار عضو البرلمان البحريني احمد العامر الى ان “مجلس النواب البحريني يدعم القضايا المهمة التي تهم الشعوب والتي تسهم في احلال السلام ومحاربة
 الارهاب”.
وافاد لـ”الصباح” بان “الرسالة التي يقدمها المؤتمر تدعم السلام  لشعوب المنطقة والعالم العربي وتأسس للتكاتف بين العرب والدول المحيطة لذلك نؤكد اهمية التواصل بين الشعوب ومن خلال برلماناتها لانه القاعدة الشعبية 
المهمة”.
بدوره، لفت عضو مجلس الشعب السوري رفعت حسين الى ان “الرسالة التي يحملها المؤتمر تشير الى التضامن بين البرلمانات الاسيوية حيث اجتمعت على وحدة الدول والرؤية المشتركة”.
واضاف لـ”الصباح”، ان “هذه البرلمانات ستقرر معطيات مهمة خلال الاجتماع وهي لجنة لتنظيم الادارة واللجان وستتم مناقشة كل المواضيع المهمة”. 
وتمنى حسين لبغداد المزيد من الاستقرار في ظل الانتصار والصمود والنصر على
 الارهاب.