الدعوة الى اعلان منع الكتابة الرديئة ثقافيا

ثقافة 2019/09/11
...

   باسم عبد الحميد حمودي
 
 
...هنا لابد من الاستعانة بالقوانين الوضعية, فقد كفلت حرية النشر لدينا وفي دول اخرى  حق صاحب الصحيفة أن ينشر ما يشاء ولأي فرد وبالقدر الذي يلائمه ..دون أهتمام الأ بذائقته الجمالية وتجربته
 الفكرية؟!
هنا استميح القارئ الكريم العذر ,أذ بدأت مقالتي بجملة بدأت بكلمة (هنا) كأداة الاشارة ,وهي طريقة غير مألوفة في التعبير الأ في الشعر ربما,آملا أن اسير مع القارئ ولنفكر معا في الطريقة أو الطرق المثلى لمنع الكتابة الرديئة من الأنتشار.
يقول مارك توين ان الكاتب الردئ لا يعلم انه كذلك ,وهو لايتقن لغته ولا يستطيع التعبير بها ولكنه يفعل ذلك...بكل شجاعة!
ويقول الانكليزي تيد ليفيت انه تسلم رئاسة تحرير مجلة هارفرد نيوز,وأن هذه المجلة هي الوحيدة التي يكتبها اشخاص لا يستطيعون الكتابة لأشخاص لايعرفون  القراءة, وأن مهمته كانت تعديل ذلك وقد نجح في تنفيذ ما اراد.
سبب وضع (هارفرد نيوز ) السابق أن المحررين لم يكونوا بالمستوى المطلوب ثقافيا ويكتبون كما يحلو لهم,وقد نجح ليفيت في تغييرهم ,أما القراء فكانوا أصحاب مهن تهتم بالأعلان التجاري الملون في المجلة ولم يكونوا يقرأون شيئا من كتابات محرريها السيئة ,لكنه نجح في جلب محررين يعرفون الصنعة ويستطيعون كتابة ما ينفع
 ويغري.
وقد حاول اكثر من ناقد وضع كتابات يوكوفسكي (رسالة تغيظني )و(أنا وحثالة العالم) في خانة الادب الرديء ولسنا ندري إن كانوا نجحوا في ذلك ام لا  لأن النصوص لم تصلنا.
أن الذي يصلنا ويوزع بيننا من الكتابات الرديئة في القصة والشعر والنقد(بمختلف أوجهه)  والمسرح والمقالة والدراسة الكثير ,وهو كم كثير (مرة أخرى ) متغلب في حجمه على الكم الجيد الصالح
 للنشر.
والسؤال الذي نوجهه لانفسنا:ما هو الفرق الرئيس بين الجيد والرديء من الكتابة؟
والجواب بسيط جدا:
الكتابة الجيدة في اي موضوع تدهشك وتمسك بك وتقودك للتمتع بها واستيعابها حتى انك تتمنى لو انك كتبتها والكتابة الرديئة عبارة عن جمل وكلمات لاتطاق فهي غير مترابطة رديئة التدوين والصنعة وتصيبك بالالم  للجهد المبذول فيها دون
 جدوى.
 السؤال المهم ختاما: كيف نمنع ظهور الكتابة الرديئة التي تستنزف الجهد والمال وصحة القارئ؟
والجواب الذي  نستطيع قوله  دون خوف أن تعلن كل الأتحادات والمنظمات الثقافية والصحفية قرارا مدونا بمنع انتاج الكتابة الرديئة وذلك بمنع طبعها والترويج لها ومحاسبة اصحاب الصحف ومحرريها واصحاب دور النشر ودكاكين الطباعة من نشر الردئ المسيئ الى المستوى الجيد لقارئ
 اليوم .