ضعف التأسيس وصعوبة بناء الهجمات السمتان الأبرز لمنتخباتنا

الرياضة 2019/09/13
...

قراءة / علي النعيمي
 
 في وقفات سابقة تكلمنا كثيراً عن الأمور السلبية التي رافقت أداء منتخبنا الوطني خلال بطولة كاس غرب آسيا التي أقيمت في العراق بالإضافة الى مباراة البحرين ضمن التصفيات المزدوجة وقد اشارت بوضوح الى ان المشكلات التي تواجه لاعبينا تعود الى أساليب التدريب البائسة في مرحلة التأسيس والضعف الواضح في طرق تكوين المهارة والجوانب الخططية منذ الصغر
كون ان السواد الأعظم من اللاعبين لم يخضع لمراحل التدرج العمري وخطوات التشذيب لكن هذا لا يعفي المدرب الحالي كاتانيتش من المسؤولية كونه لم ينجح ابدا من إيجاد طريقة لعب تؤمن للاعبيه نقل الكرة بسلاسة والتحرك بها بشكل فعال الى الامام وعليه فان كتيبة اسود الرافدين أخفقت كثيرا في بناء الهجمات المنسقة رغم حيازتها المطلقة على الكرة لاسيما في مواجهة المنامة الأخيرة بالرغم من  طريقة اللعب مع كاتانيتش كانت تميل الى التمرير غير المباشر والحيازة المطلقة على الكرة والنقلات القصيرة والابتعاد عن الكرات الهوائية، لكن طريقة بناء الهجمات في منتخبنا الوطني لم تكن بتلك السرعة لحظة التدوير والنقل في مختلف ارجاء الملعب وهذا ما لم يتحقق مع الكرات القصيرة والتحضير المتسلسل من الخلف الى الامام عليه نقول ان هناك خمس مشكلات واجهت كاتانيتش خلال الفترة الماضية  :
المشكلة الاولى: تطوير الهجمة من المرحلة الاولى أي الشروع بالتحضير لبناء اللعب في (ملعبنا) ومشكلة منتخبنا في هذه المرحلة هو تدوير الكرة، البطيء، وعدم استغلال عرض وطول جهة التحضير وعدم خلق المسافات بين خطي الوسط والدفاع ومن ثم الركون الى منهجية اللعب الطويل.
المشكلة الثانية: المشقة الكبيرة في تطوير الهجمة في مرحلتها الثانية من البناء تحديدا في (ملعب المنافس ) وان المنتخبات الأخرى جعلتنا نحتفظ بالكرة وبقيت المشكلة ذاتها بسبب عدم تسلم اللاعبين الكرة بين خطوط اللعب في منتصف الميدان او عمق الفريق المنافس والتحرك بدون كرة وتغيير زاوية الهجوم والتبادل السريع والمستمر من الطرف الى العمق او بالعكس لخلق حالات التهديف.
المشكلة الثالثة: التسرع وعدم الدقة بعد خلق حالات التهديف التي تعتمد اما على الاداء الجماعي او الحل الفردي وعلى طريقة تنظيم دفاع الفريق المقابل واستخدام المهارات الهجومية والحالات الخططية والربط والتقاطعات والتسديدات والكرات الهوائية او الارضية، التمرير البيني، الكرات المفتاحية لغرض تسجيل الأهداف رغم ان مواهب لاعبينا في الحل الفردي عالية وباستطاعتها عمل الفارق.
المشكلة الرابعة : قلة عدد التمريرات المفتاحية التي تعرف بـ Key Passes وهي التمريرات التي يحصل عليها اللاعب في الوضع الهجومي ولديه فرصة مثالية للتهديف بالتسديد المباشر على المرمى من دون ان يحرز أي هدف وتعتمد هنا على مهارته في التعامل مع حالات الواحد ضد واحد او واحد ضد اثنين في مواجهة المرمى بحيث تقطع هذه التمريرة المفتاحية خط الدفاع او الدفاع والوسط من الفريق المنافس في الحالة الهجومية من دون أن يسجّل الهدف ، فاذا احرز منها احد الأهداف تحولت من تمريرة مفتاحية الى صناعة هجمة او Assist وعلى الرغم من الستراتيجية الدفاعية التي اعتمدها سوزا مدرب البحرين والتكتل الدفاعي في منطقته لم تكن هناك تمريرات مفتاحية مؤثرة بحيث تجعل المهاجم في مواجهة المرمى وان جميع المناولات كانت مقروءة بالنسبة للفريق المضيف وهذا ما عقد الموقف على لاعبينا من تهديد المرمى عن طريق لعب الكرات الى اللاعب المنطلق من الخلف او في المنطقة العمياء .
المشكلة الخامسة: وهي تتعلق بالأداء الفردي وتتضح بقرار اللاعب الخاطئ لحظة التمرير الخاطئ في التمرير و القرار الخاطئ لحظة التصرف بالكرة بان يذهب اللاعب الى الحل المعقد في الملعب ويعتمد فقط على الحل الفردي  والقرار الخاطئ في التوقع وصعوبة قراءة الهجمة ذهنياً بغية اتخاذ الحل المناسب وهي حالات  شائعة في ملاعبنا وكذلك في دورينا ومنتخباتنا الوطنية بسبب عدم اخضاع اللاعبين لحظة التأسيس والصقل الى محاضرات التعليم المرئي البصري خلال المحاضرات النظرية عن طريق المشاهدات المتكررة والتحليل لترسيخ الانطباعات في الذهن لمختلف الحالات ومعالجتها عمليا في التدريب بعبارة أخرى، لزيادة تقدير الحالات الخططية ذهنيا قبل اتخاذ القرار المناسب باجزاء من الثانية بغية تطبيق المهارة او الحل العملي لمعالجة الحالة في الملعب وان بعض المدربين في أوروبا يطلقون على قرار اللاعب بالذكاء الذهني والخططي الذي يساعده على اتخاذ القرار الأمثل».