عالم الدمى الطينية.. مشروع ثقافي للأطفال

الصفحة الاخيرة 2019/09/14
...

بغداد / كاظم لازم 
 
وسط سعادة رسمت ملامحها فوق وجوههم البريئة اجتمع اكثر من 20 طفلاً وطفلة في المتحف الثقافي في شارع المتنبي اول امس الجمعة صانعين عوالم ونماذج واشكالاً من مادة الطين الحر.
وصلت مهارات الكثير منهم الى مرحلة الاحتراف عبر تجسيد العديد من الاشكال التاريخية القديمة التي تعود الى حضارات العراق المتعاقبة. 
رئيس فريق عالم الدمى الطينية الفنان عباس الكعبي تحدث عن مشروعه لـ "الصباح" قائلاً :"بدأت الفكرة منذ العام الماضي عندما تم اختيار ثلاثين طفلاً من شرائح اجتماعية مختلفة ليتم تعليمهم على كيفية استخدام الطين الطبيعي وتحويله الى اشكال مختلفة، وكانت الغاية الاساسية من المشروع الحد من استخدام الالعاب الالكترونية التي باتت تشكل خطراً على اطفالنا، لذلك تعتبر الالواح الطينية من البدائل عن استخدام الاجهزة الالكترونية لدى الاطفال والعمل في صناعة الدمى الطينية يساعدهم في توسيع ذاكرتهم ومخيلتهم من خلال ابتكارهم اضافات في عملهم تنمي عقولهم وتعكس معلوماتهم على الدمى التي يعملون عليها وهذا شيء ايجابي لاعادة المعلومات لديهم".
واضاف الكعبي " برع الكثير من الاطفال في صنع دمى طينية وتماثيل وفخاريات وزوارق، اضافة لتعليمهم الكتابة المسمارية وصنع الاختام الاسطوانية للانسان القديم فهو مشروع تعليمي وثقافي، لاسيما  في ايام العطل الرسمية". 
يذكر ان عباس الكعبي قد اخذ على عاتقه تدريب مجاميع من الطلبة والتلاميذ للتعرف على خفايا هذه الصنعة وهم يشاركونه متعة المشاهدة والاستماع الى محاضراته التي يلقيها عليهم في شارع القشلة، وبدون مقابل.
 
عرف العراقيون القدماء فن الدمى منذ ما يقرب من ثمانية آلاف سنة، وذلك من خلال التنقيبات الآثارية في أريدو وفي مقبرة تل الصوان – قرب مدينة سامراء – حين اكتشفوا الدمى الطينية المصاحبة للهياكل العظمية للأطفال المدفونين فيها، كما عثر على بعض دمى الطين - غالباً غير مفخورة - تمثل بعض الحيوانات. وعليه يتضح لنا أن أُسس وجذور فنون العراق القديم ومنها فن الدمى يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد.