الموشحات الغنائية.. تاريخ مزدهر في كل الأزمان

الصفحة الاخيرة 2019/09/14
...

بغداد / كاظم لازم
تصوير نهاد العزاوي
اذا كانت الموشحات قد بدأت ملامحها الأولى في القرن التاسع عشر الهجري في زمن حكم الأمير عبد الله بن محمد في الأندلس، الا أن ازدهارها كان في زمن الموسيقي الكبير زرياب، وقد كان هذا التأثير واضحاً في الحجاز والعراق التي ازدهر فيها الغناء والموسيقى في العصرين الأموي والعباسي، وقد ظهر هذا الفن الشعري الجديد ليواكب الموسيقى والغناء في تنوعها واختلاف ألحانها.
وقد عرف الموشح بالفن الشعري المستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي بالتزامه بقواعد معينة وباستعماله اللغة الدارجة في خرجته، ثم باتصاله القوي بالغناء، والمصادر التي تناولت تاريخ الأدب العربي لم تقدم تعريفاً شاملاً للموشح، واكتفت بالإشارة إليه إشارة عابرة، حتى أن البعض منها تحاشى تناوله معتذرا عن ذلك لأسباب مختلفة. 
ولمعرفة تاريخ فن الموشحات، التقت" الصباح"  بالباحث في الموسيقى التراثية، حيدر شاكر، قائلا: الحقيقة الدامغة ان الغناء العربي عموما ازدهر في العصر الاموي، وقد ظهر اكثر من ملحن ومغن ان ذاك، وابرزهم" معبد الذي تتلمذ على يد (سائب خائر) ونجح في مزج الحانه متأثرا في استاذه وهي من قالب الموشح ، اما ابن محرز فقد تأثر بالالحان الفارسية كثيرا، وابن سريج فقد استخدم عوده الفارسي في الغناء العربي معده اسلوبا جديدا"، مبينا ان هؤلاء هم من المؤسسين لفن الموشح يشاطرهم الموسيقار زرياب الذي اسس مدرسة في تعليم الموسيقى والغناء واصوله، وغناء الموشح  وصل الى بلاد الاندلس عن طريق 
مدرسته.
وتابع الباحث حديثه، قائلا: معلوم بان اوروبا هي ضليعة بغناء الموشح، ويظهر ذلك من خلال التراتيل الكنائسية، ولكي لا نذهب بعيدا فمن يتابع القنوات الفضائية التي تعنى بالدين المسيحي يدرك صحة كلامي، مبينا ان موضوع الموشح هو مرتبط بموضوع القصيدة العربية بأوزانها واسلوب كتابتها منذ العصر الجاهلي، وقد تناولته مصادر كثر، مشيرا الى ان" اب سناء الملك"  حينما ذكر ان الموشح لا عروض له الا التلحين وان اكثر الموشحات كانت تغنى بمصاحبة الة الاورغن كما كان يغنى في الكنيسة، ويعد الفيلسوف ابن باجة انه نظم موشحه الاول الذي مطلعه يقول" جرر الذيل ايما جر.. وصل الشكر منك 
بالشكر".
  اما في  العراق وتحديدا في القرن الثامن عشر، فقد كانت مدرسة الملا عثمان الموصلي حاضرة بقوة كونه امتداداً لاسحاق الموصلي وابراهيم الموصلي اللذين يعدان من ابرز مؤسسي الغناء العربي،  واهم موشحاته " احمد اتانه بحسنه وسبانه" و"زورو قبر الحبيب مره"وروائع من الغناء الديني الذي هو من قالب الموشح، وقدم الملحنون البغداديون بمدارسهم الغنائية صورا لهذا القالب المهم امثال"( وديع خوندة "بموشح لبيك ان الحمد لك لبيك" قدمها لزوجته الراحلة مائدة نزهت، و روحي الخماش، واحمد الخليل، وعلاء كامل،وعامر توفيق).
واشار شاكر ، الى اشهرالموشحات وأسمائها، وهي" موشح يا احب الناس اجمعين" للملحن الراحل عباس جميل، وموشح" سدد السهم" للملحن الراحل جميل قشطة، وموشح" يالحظها يا واحة القد" للملحن ناظم نعيم، وموشح" يا رمضان يا شهر التقى" للراحل محمد نوشي ، وكان هذا اخر ابتهال غنيته في عام 2002، لافتا الى انه لحن مجموعة من الموشحات ، اهمها " موشحات " ليلة القدر، الخيرات، نعمة الصوم، لؤلؤة رمضان، يا لها من ليالي رمضان، يا ليال اشرقت في رمضان".