هكذا أنتَ أيّها الموت

ثقافة 2019/09/14
...

جبار الكواز 
 
 كنسمة ريح تدركنا
او كحسوة فرات تترعنا
او كخطوة سفر ترافقنا إلى سفوح الغياب
ففكَّ وثاقي يا صمتُ
انت وثاقي وقفصي
وظلي
وضياعي
فمنذ عرفتُ الحزنَ
كان الحزنُ ردائي
وتلك الأيام التي كنا نتداولها بالخوف
ظلتْ تجري عارية الا من املها
وهذي الايام التي ما تداولناها
 الا بالحب
ظلتْ تعاندني
 وتسارعني بالغفلة قبل نشّاب الموت
وبعد ان أعلنت ساعتُها الثالثة عشرة
حين احتراق العشب في الضفاف
كان هاتفه ما زال يرن بالاناشيد
رنة لرشفة ماء
ورنة لوداع افق
ورنة ثالثة للغياب
ورنة لموعد وأدته الاماني
وسرقته الدنيا بخديعتها
وما زلتُ غائبَك المغشيَّ
في صمت 
لا روحي سكرى فاقبسها بالنحيب
ولا غائرة لالقي لها حبال غيابي
 لحظة
القاها الغيم في هسيس الموت
فكيف اصارع حزني بك
ولمّتُنا في همسة الزوايا
اطفؤوا قنديلها الطينيّ
واولغت في اشجارها سرّةُ الظلام
ولم تنم يوما الا على بياض
فيا أيها الما زلت معي
ضاحكا على ترهات ما يوعدون
و مستجيرا بالحب على
 مدفن مواعيدنا القتيلة
تعال
او لا لا لا
او ستأتي حتما
فما عاد للردى لسان يعلن فيه
دقاتِ ناقوسه الأخرس
و حين رآك  القوم معنا:
متمسكا بنبض الارض رغم ضغطة التراب
ورغم هباب الارواح الماطرة
في ديجور الرماد
تسمعنا ونسمع خطواتك في باحة الاتحاد
تشير الى (ابي فرات)
سلاما( ابا فرات)
 وتضحك من خبر في الجوار
تتفقدنا واحدا واحدا
بعد ان جئناكَ من كل فجّ عميق
قالوا:  هيهات.. عجبا
.....................!!! 
ففكَّ وثاقي أيها الصمت
وانت ايها الحزن...
ياسيد الدمع والأسى 
مهلا
فما كلّ راحل
نسي ظلاله في سجل الغياب
وما كل مسافر
إلا وله موعد للاياب
هيّا  الى غابتنا البتول
 نغني 
فكل الاغاني انتهت
ألا اغانينا