المسرح الحسيني في اتحاد الأدباء

ثقافة 2019/09/14
...

بغداد/ ابتهال بليبل 
 
ضمن فعاليات بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أقيمت جلسة عن (المقتربات الجمالية للفكر الحسيني في الحياة العراقية فناً وفكراً/ الفن المسرحي انموذجا)، حاضر فيها الدكتور حسين التكمه جي. 
وتحدث الدكتور محمد عمر الذي ادار الجلسة عن ثورة الحسين بوصفها ثورة إنسانية كبرى، ابعادها أنها حدثت في عصر معين شعاراتها، قيمتها، محتواها يشع على كل اسم، ما دام الظلم والطغيان قائمين في هذا العالم. 
وقال أنه: لا بد من استحضار قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه الطواغيت وازداد في ظلم البشر، كما تحدث الدكتور عن عملية اشتغال تلك القيم والمبادئ التي كانت بشكل فطري شعبوي واشتغال المسرح لها، والذي كان بقيم أخرى، قيم الروامز والايحاءات.
والمحتفى به حسين التكمه جي، من مواليد 1951، حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة عام 1977 وبكلوريوس كلية الفنون الجميلة عام 1982، وماجستير اخراج مسرحي/ كلية فنون جميلة 1990 ودكتوراه اخراج مسرح عام 2000. 
اشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وكان باحثا ومؤلفا اكاديميا في العلوم المسرحية والتمثيل والإخراج والاضاءة واخرج العديد من المسرحيات والاعمال الدرامية والسينمائية وغير ذلك، صدرت له العديد من  الكتب منها” الاستجابة والصدى في الإخراج المسرحي ، دراسة الملاحم انتاج العلاقة في الفن، وغيرهما”. 
واستعرض الدكتور حسين التكمه جي بداية حديثه عن المقاربات الجمالية في المسرح الحسيني أو مسرح الطف او مايسمى بالدراما الدينية الأساس الفلسفية للفيلسوف “ارسطو” وحديثه عن الدراما وفعل النبل التام، أي ان الشخصيات التي تقوم بهذا الفعل هي من نبلاء القوم أو من النبلاء أساسا، وحدد “ارسطو” في أن يقوم هذا الفعل خلال أربعة وعشرين ساعة.
وعلى ضوء هذا المفهوم تناول التكمه جي الفلسفة الواقعية التي تقوم على عدم تقديم الواقع كما هو انما شيء يسمو على الواقع، وهذه هي فلسفة “ارسطو” الواقعية، وأن هناك مقاربات عديدة بين “ارسطو” وتحليله لتراجيديا الدراما، وما يقابله من مقاربات جمالية في موضوع الطف الحسيني، من حيث الشخصيات ومواصفاتها الخاصة وأيضا تمتلك فعلا يقوم على وجود ما يمكن أن نسميه فعل خارج عن ارادتها.
الجانب الثاني، حسب المحتفى به، هو وجود حدث وقضية، بحيث تكون هذه الافعال متصادمة فيما بعضها، والدراما تقوم على احداث متسلسلة متناسقة من فعل بسيط إلى معقد جدا. 
أما الجانب الثالث فقد توقف الدكتور عند الحوار، وهذا يكون بين طرفي النزاع والأهم من كل ذلك هو في وجود صراع. وتحدث عن الحقيقة والدراما بأنها ليست سرد وانما حوار مبني على حوار جملة مبنية على جملة أخرى، وهكذا تقوم الدراما على وجود صراع، والصراع أما أن يكون فرديا أو ذاتيا، والذاتي هو صراع الإنسان مع ذاته “ أي صراع داخلي” يتحول بعدها إلى دراما الصراع، أما الثاني فهو صراع الإنسان مع أخيه الإنسان، وهذا يقوم على مختلفات عديدة أساسها يقوم على وجود فعل غير مرغوب من طرف ومرغوب من طرف آخر فيحدث هذا التصادم.
ولهذا يرى الدكتور أن الدراما تقوم على وجود صراع، والسرد لا يقوم على وجود صراع، وأنه من الممكن أن نحول الرواية لدراما شرط أن يكون هناك صراعاً، وهذا الصراع قائم على وجود شخصيات تقوم على فعله.
الصراع الثالث هو صراع الأفكار والايدليوجيا، وهي صراعات  كبيرة قد تقوم عليها حروب بين دول، وصراع الأفكار يشكل الموقف الأساسي، والفكرة عند “ارسطو” الآن هو صراع بين قوى غيبية ميتافيزقية وواقعية.
 كما وتوقف الدكتور عند القواعد الأساسية للدراما الإغريقية والمسرح والتيارات العديدة حتى ظهور المسارح التي سبقت المسرح الحسيني؟ 
وكذلك العصور الوسطى وتبني الكنيسة لفترة تقريبا (400) عام لعروض دينية تقدم على مذبح الكنيسة وتعتبر كقداسة أو صلاة، أيضا تحدث عن مسرح التعزية في ايران، وعن اشتغالات العالميين مثل المانيا ومسرح الوعظ والإرشاد، أيضا، تناول اتجاهات المسرح الديني ومسرح التعزية، والتشابيه ومسرح الشارع وأصله عند الاغريق القديم وشارع المواكب ببابل. 
كم واستعرض القيم الجمالية في الطف ومقاربات بين ماقدمه “ارسطو” وما قامت به مأساة الطف،ومأساة الشخصيات التي تقابلت في هذا الصراع. وتحدث الدكتور سعد عزيز عبد  الصاحب في مداخلة عن (طقس التشابيه) والعرض المسرحي الذي كان على شكل حلقة وتدار الاحداث داخلها، وعن مستوى التلقي من البكاء الحار والدامي لمسائل عديدة داخل التشابيه، وعن التطهير الارسطي، حيث يوجد هناك خوف وشفقة، وهما عنصران اساسيان في التطهير الأرسطي، (عند أرسطو تنقية نفوس المشاهدين بإثارة خوفهم مما يحدث للبطل وتحريك كوامن شفقتهم ورحمتهم)  
كما وتوقف الدكتور سعد في مداخلته عند التشابيه الحسينية بوصفها حالة من المخيال الشعبي الطريف، وأن على المنطقة  الشعبية الا تتنازل عنها، لانتاج هذا المبدأ التطهري العلاجي.
وتحدث أيضا عن التراجيديا الحسينة والمبدأ التراجيدي، وأن شخصية الحسين (عليه السلام) غير تدراجيدية، لانها اعتمدت  مبدا الفداء إلى النهاية من دون العودة، أي ذهاب الفعل الدرامي للنهاية بشكل مباشر ويعرف ما سينتهي إليه هذا الفعل.
وأن التراجيديا موجودة بالشخصيات الأخرى المحيطة بالحسين، لانها شخصيات مراجعة لذاتها، وكذلك توقف عند المسرح العراقي والعرض الحسيني وغير ذلك.