هذا الرجل هو الوحيد الذي استطاع ان يوحد العقول المتنافرة بالحب والتواضع والتسامح وهو الذي وضع اسس الجمال بقدرة فائقة على تجاوز جميع الصعاب والمواقف المربكة التي مر بها اتحاد الادباء في العراق، كان الفيصل العدل الذي لايقبل ظلماً او تجاوزاً
على احد.
وقد جربته في اكثر من مرة وكان ينجح في الاختبار بتفوق واقتدار، وعلى الرغم من الاختلاف الفكري والسياسي وحتى رغبات النفس لكنه كان قريباً من القلب بعيداً عن الكره والحقد والضغائن، والدليل اننا نرى بعد رحيله المؤسف كيف ان الجميع وبلا استثناء حزن عليه وبكى بكاءً
مراً.
ربما سيكون ابراهيم الخياط درساً بليغاً لكل الذين مروا ويمرون بالاتحاد من ادارات متعاقبة، ودرس هذا الرجل يقول اننا بالحب يمكن ان نعيش بسلام كما اشاع الخياط هذا الدرس وسار عليه، لذلك ستكون فرصة سانحة للذي سيأتي بعده والذي سيشغل مكانه ، اقول له انظر خلفك ترى رجلاً ملك القلوب بحبه وسيرته الانسانية النبيلة، سر على خطواته واضف ما تريد من اسس الجمال والحب واترك بصمتك مع بصمته التي صارت علامة بارزة في تاريخ الثقافة العراقية وحين نقارنه بغيره ستكون المقارنة ظالمة
حتماً لان لا احد سيلحق بخطواته السريعة في التحليق الى عوالم الحب والعيش المشترك والوطنية الراكزة، هو الذي حطم الحزبية في تعامله مع الجميع على الرغم من ان الحزب الشيوعي
ظل مسيطراً على مقاليد الادارة في الاتحاد منذ عام 2005 وحتى الان لكننا في عهده لم نر للحزبية من اثر وكان واحداً منا يجلس ويتسامر ويزور المرضى ويتواصل مع الجميع ، لهذا اقول كونوا ابراهيميين ولا تكونوا حزبيين ايها السادة حين تستلمون الادارة بعده، وارجو من جميع اصدقائي الذين صدموا مثلي لهذا الرحيل المبكر ان يعودوا الى وعيهم ودورهم في اكمال الطريق الذي بدأه هذا الرجل وان لا يتطرفوا في الحزن لان ابراهيم يحب الحياة والضحكة والتفاؤل والجمال
ولاننا نحبه اذن فعلينا ان نحب ونصنع الجمال ونضحك معه في حله وترحاله وصدقوني سيفرح كثيراً وهو في قبره حين يرى معالم الجمال والحب مستمرة بعده فهو طير حب وعشق وتواصل انساني قلُ نظيره في هذه المناخات المتحاربة والمتحاسدة ، فلا تجعلوا من الرجل شخصاً اخر او وثناً اخر او ايديولوجيا عرجاء تحمل البغض والتفرقة والتناحر، رحم الله ابراهيم يوم ايقن ان الحب طريق الخلود وان التواضع سمة الكبار والعظماء وان الاخوة والمساواة بين ابناء الارض هما الركيزة الانسانية التي تبني الوجود وتنشر السلام والمحبة ،
(يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا) فنم قرير العين والفؤاد....