مروان الفتلاوي
تلقى جرائم الاتجار بالبشر والمخدرات رواجا بعد التسويق لها في مواقع التواصل الاجتماعي بحسابات وهمية، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يصل الأمر بشاب جامعي لتسويق شقيقه ذي الثمانية أعوام للبيع عبر حساب وهمي في الفيسبوك. هذا ما حدث فعليا في بابل بحسب ما أفادت شعبة مكافحة الاتجار بالبشر في المحافظة.
وتذكر الأوراق التحقيقية أن كمينا أعدته مديرية مكافحة الجريمة المنظمة في بابل أطاحت خلاله شابا مصطحبا أخاه الصغير لغرض بيعه بعد الاتفاق مع مشتر على التسليم في منطقة النيل شمالي المحافظة.
ويقول المتهم في محضر اعترافاته إنه تولدت له قبل أسبوع من القبض عليه فكرة بيع شقيقه، فقام بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) باسم وهمي وكتب فيها منشورات معلنا أن لديه طفلا للبيع بعمر ثمانية أعوام، لافتا إلى أن أعضاءه سليمة، في إشارة لمن يرغب بالمتاجرة بالأعضاء البشرية.
ويضيف المتهم وهو طالب في كلية التربية بجامعة بابل بحسب اعترافه أن «المنشور حقق تفاعلا واستجابة وقام بعضهم بإرسال رسائل على البريد الخاص وأبدوا رغبتهم بالشراء بينهم طبيب استفسر عن سعر الطفل وأخبرته بعشرة آلاف دولار ولم يتم الاتفاق على البيع بسبب السعر».
وذكر أن «اتصالا آخر حصل على رقم هاتفه الذي نشره للتواصل مع المشترين»، لافتا إلى أن «المتصل كان امرأة تروم شراء الطفل بالمبلغ نفسه وهو عشرة آلاف دولار أميركي».
وأشار إلى أن «هذه المرأة كررت اتصالاتها بينها مكالمات فيديوية عرضت من خلالها الأموال التي حضرتها لشراء الطفل حتى اطمأننت لها واتفقنا على مكان للتسليم»، مؤكدا أنه اتفق مع شقيقه الصغير الذي يجهل هذه العملية برمتها على الخروج معا الى السوق لغرض شراء جهاز العاب الكترونية (بلي ستيشن)».
ويقول المتهم في محضر اعترافاته «عندما وصلنا إلى الأسواق قمت باستئجار تاكسي وأثناء سيرنا قمت بالاتصال بالمرأة التي تروم شراء الطفل شقيقه والاتفاق على سيطرة مدخل المحافظة الشمالي في منطقة النيل مكانا للبيع»، لافتا إلى أن «السائق أوصلني الى مكان التسليم إلا أن الشك بدأ يحوم فأخبرت السائق بتخليصي من هذا وأنا مستعد لأي مبلغ تطلبه».
من جهته، يقول سائق التاكسي في محضر تدوين أقواله إن «المتهم طلب مني إيصاله إلى منطقة النيل مقابل مبلغ قدره 100 دولار على الرغم من أن المسافة لا تستحق هذا، وركب مصطحبا طفلا وكان متوترا وكثير الاتصالات ويتكلم مع امرأة ويخبرها بأن تجتاز السيطرة».
ويضيف السائق «عند الوصول للسيطرة تصاعد القلق لدى المتهم حتى أخبرني بالرجوع عكس السير وفي هذه الاثناء ألقت مفرزة القبض علينا».
من جانبها أفادت المنتسبة التي أعدت الكمين بوصفها (المشترية) انها كلفت بواجب من دائرتها مع أحد الضباط بإعداد كمين نجح في النهاية في القبض على المتهم في سيطرة النيل.
لكن والد المتهم الذي دونت اقواله ايضا لم يطلب الشكوى ضد ابنه، مشيرا إلى أن الأخير يعاني مرضا نفسيا ولا يدرك أفعاله على الرغم من أنه طالب جامعي، ولم يطلب الشكوى أيضا ضد سائق التاكسي.
بدوره، قرر قاضي التحقيق إرسال المتهم الى اللجنة الطبية في بابل لبيان حالته الصحية وفيما إذا ما كان يدرك أفعاله، وقرر القاضي في النهاية إرساله الى مستشفى الرشاد/ قسم الطب النفسي.