ما زلت احتفظ الى الان بعدد كبير جداً من الصحف القديمة، وربما من باب المتعة وتنشيط الذاكرة ارجع اليها بين الحين والحين الآخر.. امامي الان خبر منشور بتاريخ 31 /1 /2008، مفاده ان رئيس الوزراء الاسترالي يتردد كثيراً، في منح وزيرة الصحة في حكومته، (الانسة) نيكولا روكسون، اجازة زواج لمدة اسبوعين فقط (وليس شهر عسل)، وهو الامر الذي دفع والدة الوزيرة الى ان تتوسط شخصياً لدى رئيس الوزراء بصيغة التوسل، ويبدو ان الرجل قد رقّ قلبه فوافق على منحها اجازة امدها (اسبوع واحد) فقط!!
ضحكت حتى انشقّ حلقي، لان الوزيرة في العراق او النائبة او اية موظفة لا تحتاج الى توسلات امها، لكون عطلنا الرسمية وغير الرسمية اكثر من ايام الدوام الرسمي، وبمقدور الوزيرة ان تتمتع ليس بأسبوع وانما بثلاثة اشهر عسل من دون (منيّة) احد!!
هو اسم يلعلع في عالم الثقافة، ومثله آخرون لم يرتقوا الى مستوى الظاهرة والحمد لله... كان هذا الاسم يكتب في كل شيء وعن كل شيء ويثير الاعجاب لكثرة قراءاته وسعة اطلاعه، لانه في الموضوع الواحد يمكن ان ينتقل من هيجو الى ماركيز ومن سارتر الى بدوي ومن تشيخوف الى محمد خضير ومن دانتي الى الزهاوي ومن ماركس الى علي جواد الطاهر ومن الصوفية الى نسوان نزار قباني... ولأنني مخلوق (نقناقي) كما تصفني زوجتي من دون مراعاة لمشاعري الرجولية، فقد عمدت مرة الى احصاء عدد الاسماء التي تضمنتها احدى مقالاته، وعدد السطور... واكتشفت امراً غاية في الغرابة، فقد تألفت مقالة هذا الكاتب الذي اسميته واسميت جماعته (كتاب التجميع) من (594) كلمة، وكان عدد الكلمات المقتبسة هو (592) كلمة.. وبعد عناء كبير توصلت الى ان الكلمتين الزائدتين هما اسم الكاتب ولقبه!!
نحن مجموعة اصدقاء اصبحت اعمارنا (اكسباير) بعد ان تعطلت ثمانون بالمئة من فعالياتنا الحياتية، ولذلك عوّضنا خسائرنا بلقاء اسبوعي يمثل المتعة الوحيدة لنا، كنا نمارس اعلى درجات التعبير عن الحرية المنفلتة، نغني ونتحاور ونتشاتم ونطلق كلمات بذيئة احياناً ونتحدث عن مغامرات جنسية فاضحة، ولكن اجمل ما يستهوينا هو فاصل الطرائف (النكات)، وكان احد اصدقائنا ويدعى (شعيب) بطيئاً جداً في فهم النكتة، ولهذا قد يضحك بعد عشر دقائق او ساعة او ساعتين، واظرف ما فيه انه يباغتنا بضحكته المتميزة في وقت قد نتحدث فيه عن متاعب البصرة مثلاً او كلاوات الصراع الاميركي - الايراني!!
الاسبوع قبل الماضي كان لقاؤنا حافلاً بعشرات الطرائف، أعترف ان اغلبها كانت سخيفة او معادة، ولهذا لم نخرب من الضحك الا على واحدة مفادها ان الكابينة الوزارية هذه المرة اعتمدت على المستقلين التكنوقراط، ولم تتدخل فيها ارادات الاحزاب المتنفذة ودول الجوار، ثم انتقلنا الى موضوع جديد حول المدارس، وبعده موضوع حول الزواج المبكر، وفيما كنا نهمُّ بالعودة الى منازلنا، استلقى صديقنا (شعيب) فجأة على ظهره من شدة الضحك!!