القصيدة الحسينية مدرسة تربوية

الصفحة الاخيرة 2019/09/20
...

بغداد / الصباح
 
يتضافر الوعي بالقيم الايمانية والسياسية العامة، المترتبة على ثورة الحسين "عليه السلام"، مع صفات تربوية للفرد في المجتمع، منها البطولة والشجاعة وقوة الموقف التي تنتصر على السلاح والعضلات وكثرة العدد؛ فمهما بدا الباطل قويا، تراه ضعيفا امام الحق.
قال الشاعر احمد الثرواني "القصيدة الحسينية تعبئ المؤمنين بقيم الايمان وتوحد الانسان مع موقفه، من دون هيمنة عاطفية، بل بتحريك مشاعر الانتماء للحق، من خلال قصائد تكتب بلغة إنسانية، تتفاعل مع معطيات الثورة بتاريخها الوقائعي المؤثر، وتعيد صياغة الأحداث شعريا، على امل ان يحسن المؤدون إيصالها" مؤكدا أن "من أروع القصائد التي قيلت بحق الإمام الحسين هي القصائد التي تؤثر وجدانيا وتفصح عن الشعور والتأثير الكبير الذي تشكله هذه الملحمة في ضمير الأجيال". 
أضاف الرادود الحسيني راهي الطليباوي "ارتبط الشاعر الحسيني، بالرادود، في التواصل مع محبي ابي عبد الله الحسين، من خلال التعازي، التي يحضرها العشرات، يصغون من شغاف مشاعرهم" متابعا "الناس تصغي للخطيب الحسيني بطمأنينة؛ واثقة من أن كلامه نابع من ملحمة لا تنفصم عراها عن واقعنا منذ الطفولة".
وأشار علي عباس علوان الوحيلي الى ان "تاريخ الواقعة يشرق.. آتيا من الماضي، الى حاضرنا، إهتداءً بالرمز العظيم الإمام الحسين عليه السلام" مبينا "احتل القراء الحسينيون بالقصائد الثورية، منزلة تربوية مهمة، أسهمت بتنشئة جيل مؤمن بالله ورسوله وآل بيته الأطهار، يتخذ من الحسين "عليه السلام"، قدوة في حياته أخلاقا مستقيمة وانتفاضا على الظلم، في الوقت نفسه".
وأوضحت نسرين الموسوي "حب فاطمة الزهراء وبطلة كربلاء زينب الحوراء، يعيده إلينا الشعراء، مترجما في قصائد، نبكي من خلالها على الشهيد الحسين، ونستلهم من زينب قوة المرأة بإيمانها" مواصلة "بالتزام منهج زينب "عليها السلام"، ترتقي مكانة المرأة عالية، وتنال منزلة سامية في المجتمع؛ لما تتمتع به من مؤهلات الطهر والعفاف، مهتدية بفاطمة الزهراء، متربية على آدابها، وذلك من خلال القراءات الشعرية والفكرية التي تتلقاها في تعازي ابي عبد الله الحسين" مواصلة "الشعر ديوان العرب.. ماضيا وحاضرا، لذلك لا تنفصل الشخصية العربية عن الشغف بالشعر والامتثال لطروحاته؛ وبالتالي أسهمت القصيدة الحسينية في بناء شخصية المسلم تربويا".
وأضاء الحديث الحاج الملا صاحب السماوي، خلال إحدى قراءته، على المنبر الحسيني "التعازي لا يراد بها الهيمنة العاطفية، بكاءً على الحسين، فقط، إنما يضاف الى ذلك، التقويم التربوي، باقتداء أخلاق الحسين والمبدئية التي تحلى بها "عليه السلام"، وهو يواجه الكفر بدمه وشباب آل بيته وعياله وأصحابه الغر الميامين".