ما إن انطلقت مسيرة الزحف الحسيني من محافظات العراق كافة الى كربلاء المقدّسة لإحياء أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" حتى راحت مواكب وهيئات الخدمة الحسينيّة بخدمة الزوّار على طول الطريق، لتقدم الطعام والشراب والخدمات الطبية وما الى ذلك للزوار في مشهدٍ قلَّ نظيره.

صاحب "موكب الحوراء" في مدينة الصدر الحاج لفتة شرهان قال لـ "الصباح": "منذ سنوات وأنا أقوم على خدمة الزائرين بتقديم الطعام والشراب لهم من اجل المشاركة بهذه المراسيم ونيل بركات الامام الحسين، وسأستمر بهذا الطقس الروحاني ومن بعدي أولادي الى ما شاء الله".

ومن المتوقع أن تشهد مسيرة الزيارة الأربعينية المعروفة شعبيّاً باسم "المشاية" ذروتها خلال الأيام القليلة المقبلة، إذ تنتشر المواكب الحسينيّة على امتداد الطريق الذي يصل محافظات العراق كافة بمدينة كربلاء المقدّسة.

ويقول علي مرتضى أحد "المشاية" والذي بدأ مسيرته من ديالى سيراً على الأقدام إلى كربلاء، مرورا ببغداد "اعتدت منذ ان كنت طفلا على القيام بهذه الطقوس سنويّاً للوصول الى مدينة قائد ثورة الحق والإصلاح ضد الطغاة والظالمين الإمام الحسين "عليه السلام".

"هلا بزوّار أبو عبد الله" بهذه العبارة وغيرها من العبارات الأخرى تستقبل الحاجة فاطمة سبهان التي تسكن منطقة حي الأمانة السائرين الى كربلاء منذ سنوات، وهي تقدم قناني الماء البارد الى الزائرين الذين يمرّون من أمام دارها؛ لأنّهم يذكرونها -كما تقول - بعطش الحسين (ع)  وأصحابه في معركة الطف".

وتعدّ الشابة نورس سالم، التي تشارك والدتها في كلِّ عامٍ قافلة "المشاية" صوب كربلاء، قالت: رغم المسافة الكبيرة التي نقطعها من أجل الوصول الى سيد الشهداء إلّا أنّها لها طعم مقدّس وما إن نصل الى كربلاء ونرى المرقد الشريف حتى يزول كلُّ التعب".