بغداد / الصباح / القاهرة / إسراء خليفة
أجرى رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء المنطقة والمسؤولين العرب والأجانب بشأن التوغل التركي في الأراضي السورية، وحذر صالح من التداعيات الخطيرة لهذا التوغل على الأمن الإقليمي والدولي، يأتي ذلك في وقت يرأس العراق اليوم السبت اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب بهذا الشأن بناءً على طلب جمهورية مصر العربية وتأييد عدة دول، وبالتشاور مع وزير الخارجية محمد الحكيم رئيس مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقته "الصباح"، بأن الرئيس صالح أجرى اتصالات هاتفية مع كل من: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط.وتم خلال الاتصالات الهاتفية، التباحث بشأن التوغل العسكري التركي في سوريا، والتأكيد على ضرورة حشد الجهود العربية والدولية لتفادي الحرب، وتدارك كارثة إنسانية في المنطقة، ومنع الإرهابيين من إعادة تجميع فلولهم، وتهديد أمن شعوب المنطقة، ودعم السوريين لحل سياسي يضمن حقوقهم في الأمن والسلام والكرامة.
وغرد رئيس الجمهورية برهم صالح، بشأن التوغل التركي شمال سوريا، وقال في تغريدة له تابعتها "الصباح: إن "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير؛ سيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي"، وأضاف "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة، ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين، والكرد منهم، للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، بحث هاتفيا الوضع شمال شرقي سوريا مع الرئيس برهم صالح.وقال بيان للخارجية الروسية: "نوقشت القضايا المتعلقة بتطور الوضع شمال شرقي سوريا، وتم الإعراب عن الرأي بشأن الحاجة إلى تحقيق استقرار دائم وطويل الأجل للوضع على الضفة الشرقية لنهر الفرات على أساس احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية من خلال إقامة حوار بين دمشق وأنقرة، وكذلك بين السلطات السورية وممثلي الأكراد السوريين".
هذا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده أطلقت يوم الأربعاء الماضي عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرق سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية".
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية محمد الحكيم رئيس مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية إلى القاهرة أمس الجمعة، لرئاسة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم السبت.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي: إن "الاجتماع سيبحث العدوان التركي على الأراضي السورية الذي يمثل اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".وأكد زكي أن "الجامعة تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد سوريا باعتبار أن هذه الأعمال تمس سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي سوريا".وكانت وزارة الخارجية، أعلنت في وقت سابق، عن قلق العراق إزاء العملية التركية في شمال شرقي سوريا، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف في تصريح صحفي: إن "العراق يدعو إلى حفظ سيادة الدول وتبني الحلول السياسية".في السياق نفسه، استقبل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سفير جمهورية سوريا لدى العراق صطام الدندح"، وأفاد بيان لمكتب المالكي، بأنه "جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الوضع السياسي والأمني في العراق والمنطقة، ومسألة التوغل العسكري التركي في الأراضي السورية".وأكد المالكي بحسب البيان، ان "التدخل التركي غير مبرر وسيزيد التوتر في المنطقة"، داعياً المجتمع الدولي الى "يكون له موقف من هذا الأمر"، مشدداً "على عمق العلاقات بين العراق وسوريا، لاسيما الروابط التاريخية والاجتماعية بينهما، وضرورة تعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين".بدوره، قال الخبير الامني هشام الهاشمي في تصريح صحافي: إن "العملية العسكرية التركية في سوريا سيكون لها تأثير في العراق في حال نفذت (قوات سوريا الديمقراطية) تهديداتها، وأفرجت عن 2800 إرهابي خطير من معتقلاتها"، وأضاف، "بكل تأكيد، هؤلاء الإرهابيون سيتوجهون إلى العراق باعتبار أنّ المعتقلات لا تبعد أكثر من 70 كيلومتراً عن الحدود الغربية للعراق".في غضون ذلك، أفاد مسؤولان استخباراتيان عراقيان، لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بأن الولايات المتحدة نقلت نحو 50 سجينا تابعا "لداعش"، من سوريا خلال الأيام الأخيرة، وبصدد تسليمهم إلى العراق خلال ساعات، من دون تفاصيل إضافية.