بغداد/ كاظم لازم
وسط أجواء من الحزن، استذكرت مؤسسة المدى للثقافة والفنون صباح الجمعة الماضي عميد المسرح العراقي الراحل سامي عبد الحميد.
حضر حفل الاستذكار عددٌ كبيرٌ من فناني المسرح العراقي، وأدار مفرداته الباحث د.سعد عزيز عبد الصاحب الذي قال في بداية الجلسة: "رحل الأستاذ والمربي الذي تتلمذت على يده العديد من الأجيال، كان دائماً يبحث عن الجديد سواء كان مخرجاً أو ممثلاً أو مترجماً وباحثاً".
وأضاف عبد الصاحب "قدم عبد الحميد للمسرح العراقي تجارب ما زالت خالدة أبرزها (تموز يقرع الناقوس، قرندل، حفلة سمر، ملحمة كلكامش، ثورة الزنج، في انتظار غودو) وغيرها الكثير، فضلاً عن ترجماته وكتبه التي تجاوزت الـ40 مولفاً".
بعد ذلك اعتلى د. صلاح القصب المنصة ليقول عن الراحل: "غاب رائد الحداثة المسرحيَّة فتجاربه تشكل خارطة جماليَّة للمسرح العراقي الحداثوي وقد كان يمثل ظاهرة في الإخراج من خلال تنوع أعماله فهو المفكر والباحث والمخرج والمترجم والأستاذ والأكاديمي".
ودعا القصب وزارة الثقافة لإقامة متحف للعظماء من الفنانين الرواد الذين تركوا بصمة في مسيرة المسرح العراقي والعربي. شبهت د. عواطف نعيم الراحل بالشجرة العملاقة في بستان المسرح العراقي والعربي وأشارت الى أنه "ظل مشروعاً مسرحياً منذ بداياته الأولى وصولاً الى آخر أيامه، وقبل رحيله بساعات كان يراجع بحثاً لأحد طلبته". وأضافت نعيم "عملت معه في العديد من الأعمال التي لا تريد أنْ تذهب عن ذاكرتي، تعلمت منه الكثير لكنْ مع الأسف عانى في سنواته الأخيرة عندما وضعت السدود أمام مشروعه (الأرامل) ليموت تاركاً حلمه الأخير". كان مسك ختام المتحدثين الفنان عزيز خيون الذي تكلم عن المعلم سامي عبد الحميد كما يحب أنْ يناديه وقال: "عراقي الروح ومفرح وفيه طيبة متناهية وانغماس في فضاءات المسرح دراسة وتدريباً وتمثيلاً وإخراجاً.. فقد كان فاعلاً في المهرجانات العراقيَّة والعربيَّة ومشرفاً جدياً على أطاريح طلبة الدراسات العليا في أكاديمية الفنون الجميلة".
وبين خيون "كنت له تلميذاً وصديقاً بعد أنْ شاركته في العديد من الأعمال والتي يعدها هوية توثيقيَّة في رحلته مع المسرح".
وأخيراً قدم الفنان كافي لازم والذي عمل معه في فرقة المسرح الفني الحديث في أكثر من ربع قرن مشهداً مسرحياً مستوحى من مسرحية (بغداد الأزل بين الجد والهزل) والتي أخرجها الراحل في نهاية سبعينيات القرن الماضي.