حكم ابن آوى

ثقافة شعبية 2019/10/13
...

  ترجمة / عادل العامل
قام تمساحٌ بتكوين جُحرٍ له في سدٍّ على بِركة ماء قرب إحدى القرى. وبعد مدةٍ جفَّ الطين وأصبح صلباً، وهكذا لم يعد التمساح قادراً على الخروج من جُحره. وأوشك أن يموت. 
ومرَّ رجلٌ من هناك ذات يوم ليُحضرَ قابلةً لزوجته التي كانت على وشك الولادة. فسمعه التمساح وقال: 
ــ {أنقذني، أيها الرجل! كسِّر عنّي هذا الطين المتيبّس، وبذلك يمكنني أن أخرج» .
فكسَّر الرجلُ الطينَ المتيبّس وتركه يخرج.
ولأن الماء كان قد جفَّ في البِركة، وضع الرجلُ التمساحَ على كتفه وذهب به إلى حافة النهر. ثم وضع التمساح داخل الماء، و ما أن فعل ذلك حتى أمسك به التمساح من ذراعه وكان على وشك أن يأكله. 
فسأله الرجل قائلاً:
ــ {لماذا ستأكلني؟ ألا تعرف أنني ساعدتكَ؟ ومع هذا ستأكلني»!
قال التمساح:
ــ {صحيح أنك ساعدتني، في الواقع. لكنّي سوف آكلك، لأني جائع» .
قال الرجل: 
ــ {ذلك جيّد. يمكنك أن تأكلني، لكن دعنا نسأل، في الأول، شخصين أو ثلاثة كشهود .» 
وهكذا ذهبا ليسألا شهوداً عن ذلك. وجاءا إلى شجرة، فقال لها الرجل: 
ــ “ هذا التمساح يريد أن يأكلني. وأنا أسألك عن رأيك في ذلك. “ 
ــ {وما هي القصة؟»
قال الرجل: 
ــ {كان هذا التمساح على وشك الموت. وقد أنقذته ويريد الآن أن يأكلني. فهل ذلك حق؟»
قالت الشجرة: 
ــ {أيها التمساح، لا تدَعْ هذا الإنسان يذهب. فليس هنالك حيوان شرّير مثل الإنسان. فهو يمكث تحت ظل الشجرةٍ، ثم يقوم بانتزاع قشرتها وأوراقها ويمضي بها بعيداً. وفي نهاية الأمر يقطع الشجرة تماماً ويأخذها كلها. “  
فمضى الرجل من هناك وسأل بقرةً: 
ــ “ أيتها البقرة، لقد أنقذتُ هذا التمساح من الموت. والآن يريد أن يأكلني. هل ترَين أن ذلك حقّ؟»
قالت البقرة: 
ــ {أيها التمساح، لا تدَعْ هذا الإنسان يذهب. هذا الإنسان مخلوق شرير. إنه يأخذ حليبنا، وفي النهاية يقتلنا ويأكلنا. لا تدعه يذهب. » 
وسأل الرجلُ بعد ذلك ابنَ آوى عن رأيه. فقال ابن آوى: 
ــ وما هي القصة؟»
فقال:
ــ {يا ابنَ آوى، إني أنقذتُ هذا التمساح بدلاً من تركه يموت. والآن يريد أن يأكلني.»
قال ابن آوى:
ــ “ لا يمكنني أن أعطيك حكماً من دون معرفة القصة كلها. يجب أن تُريني الأمر كله من البداية.                                                        
وهكذا وضع الرجلُ التمساحَ على كتفه وحمله راجعاً به إلى مأواه. وأعاده إلى داخل جُحره، ثم رصَّ التربةَ من حوله جيداً. فقال ابن آوى: 
ــ “ والآن قل ولا تخفَ. فأنا إلى جانبك. “ 
وهكذا حكى الرجل قصته مع التمساح.
قال ابن آوى :
ــ {إنني القاضي والشاهد معاً. فتناولْ الآن هراوةً و اضربه حتى يهلك، فقد رأيتُ إحسانك إليه وإساءته لك. » 
 
• حكاية شعبية من سِريلانكا