كربلاء/ علي لفته
في كربلاء لا فراغ ولا صمت.. كل شيء مرهون للزيارة الأربعينية التي تحولت فيها المدينة الى خلية بشرية هادرة وكأنَّ الأرض كلها تجمعت في هذه البقعة الأرضية، ملايين الناس من قارات الدنيا السبع.. لكنَّ الشيء الذي يلفت النظر ويثير الإعجاب إنَّ الجميع ورغم التدافع الطبيعي يحصل على قوته اليومي من مأكل ومشرب ومبيت
وحين تسأل يأتي الجواب انَّ في المدينة أكثر من عشرة آلاف و700 موكب جميعها تقدم الطعام ولثلاث وجبات والملفت للنظر أيضا إنَّ من بين هذه المواكب كما يقول رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الإسلامي رياض نعمة السلمان مواكب من 21 دولة.
مؤكداً أنَّ "جميع هذه المواكب حصلت على الموافقات القانونيَّة من قبل قيادة الشرطة"، ويضيف إنَّ "العمل لا يهدأ طوال أيام الزيارة التي بدأت هذا العام مبكراً، إذ تبدأ المواكب منذ ساعات الفجر الأولى لتمتد حتى ساعات ما بعد منتصف الليل وكل موكب يحاول أنْ يقدم شيئاً جديداً ولا يمكن حصر نوعية الطعام مهما كان رغم أن المتعارف عليه في الزيارات الدينية تقديم طعام (التمن والقيمة) لكنَّ الأمر تطور خلال سنوات ما بعد عام 2003 ليكون متنوعاً ما بين الدجاج والسمك والكباب وأنواع مختلفة من المرق وحتى الفواكه والعصائر، بل البعض من المواطنين يوزع مناديل ورقية (الكلينكس) بين الزوار مثلما يضع صينيَّة تمر وراشي".
لا شارع أو زقاق بلا موكب في المدينة القديمة وحتى في الأحياء السكنيَّة التي لم تدخل ضمن موسوعة اعداد المواكب، فالجميع يريد أنْ يشارك في سُفْرة الطعام ولا يمكن أنْ تقول كما يصفها السلمان إلا البحث عن مرضاة الله والتأسي بمصيبة الإمام الحسين (ع).
وعن حركة مواكب التعزية التي تقوم بممارسة شعائر العزاء قال السلمان: إنَّ "القسم وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة قام بتهيئة طرق وأماكن مخصصة للمواكب داخل مركز المدينة لتسهيل انسيابيَّة حركة المواكب المعزية وعدم مضايقتها للزائرين وإعاقة حركتهم، فضلا عن وضع جدول يومي لدخول المواكب الى العتبتين المقدستين الحسينيَّة والعباسيَّة".