العراق يوضح موقفه من القرار العربي في خفض العلاقات مع تركيا

الثانية والثالثة 2019/10/13
...

بغداد / الصباح
 
 
أوضحت وزارة الخارجية موقف العراق من القرار العربي من تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، وبينما أشارت إلى أن بغداد تعمل على تكريس علاقات متوازنة مع الكل وعلى حماية مصالح الدولة والشعب، أعلن السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز أن اهداف العملية الامنية لبلاده (نبع السلام،) في شمال شرق سوريا، "تأمين الحدود التركية والقضاء على جميع العناصر الارهابية وتخليص المواطنين السوريين من ضغوطات المنظمات الارهابية".
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، في تصريح صحفي: "بشكل عام العراق يعمل على تكريس علاقات متوازنة مع الكل ويعمل على حماية مصالح الدولة والشعب بشكل يمكن البلاد من الاستمرار بتحقيق منهجه الذي اتخذه".
وأضاف "بشأن الاقتصاد الخارجي نعمل على مبدأ التوازن".
وأشار الصحاف الى أن "العراق وبعد أن ترأس مجلس وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، واجتماعهم الطارئ، يعبر عن رأي الكل العربي وبحث هذه المسألة وبحث تداعيات هذا التدخل"، مبيناً أن "العرب ذهبوا الى رفض هذا التدخل ونعمل جميعا على الوصول الى حلول مشتركة".
وكان وزراء الخارجية العرب أدانوا "العدوان التركي" على سوريا، مشيرين إلى أنه "سيتم النظر في اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وسياحية في ما يتعلق بالتعاون مع تركيا"، كما دعوا إلى استعادة سوريا دورها في المنظومة العربية.
من جهته، قال رئيس تيار الحكمة، السيد عمار الحكيم، في بيان تلقته "الصباح": إن "المستجدات الامنية في الشمال السوري جراء التوغل العسكري التركي مثيرة للقلق وسط تحذيرات ومخاوف أطلقتها الامم المتحدة من مغبة عودة نشاط العصابات الارهابية كداعش والنصرة وغيرهما".
وأضاف الحكيم "حفاظا على امن هذه المنطقة الساخنة شرقي الفرات ومحاذاتها لحدودنا الغربية نحث الجارة تركيا والشقيقة سوريا على الاسراع بعقد مفاوضات وحوارات بناءة لإيقاف العمليات العسكرية وتجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد".
على الجانب الآخر، قال السفير التركي فاتح يلدز في مؤتمر صحفي عقده ببغداد، أمس الأحد: إن "لدينا تفاهما مشتركا مع العراق في مجال مكافحة الارهاب"، مشيرا الى ان القوات التركية تمكنت من تحييد 4 آلاف مسلح وارهابي خلال عمليتين امنيتين على الحدود العراقية التركية والحدود السورية التركية".
واضاف يلدز ان "الارهاب ما زال يهدد تركيا من مناطق شرقي الفرات وبالتالي قمنا بعملية نبع الفرات ضد منظمتين قامتا باكثر من 120 عملية ارهابية شمال شرقي سوريا واكثر من 100 عملية ضد القوات التركية".
وبين أن "هاتين المنظمتين قامتا باطلاق سراح عشرات الارهابيين من الدواعش وهم يهددون المنطقة وبالتالي لا تقبل تركيا بوجود ممر للارهابيين الى تركيا والمناطق الاخرى"، مؤكداً ان "مقترحاتنا بوجود مناطق امنة في سوريا لم تتم الاجابة عنها من قبل الاميركان".
وبشأن المعتقلين الدواعش في سوريا، اوضح يلدز ان "تركيا واجهت عصابات داعش في سوريا وبالتالي من غير المنطق اطلاق سراح الدواعش"، مشيرا الى انه "في مناطق شرق الفرات يوجد الكثير من الدواعش من بلدان اجنبية عديدة، وان الحل الامثل هو اعادتهم الى بلدانهم الاصلية".
وتابع يلدز اننا "نحرص على عدم تضرر المدنيين وهي لا تستهدفهم ولا تستهدف حلفاءنا، وبعد القضاء على الارهاب في تلك المناطق ستتم اعادة المواطنين السوريين الى مناطقهم الاصلية "، نافيا وجود توجه تركي بـ"ايجاد تغيير ديموغرافي في المنطقة وانما ترغب باعادة السكان الأصليين السوريين الى مناطقهم".
وأشار إلى انه "تم القضاء على 460 ارهابيا في عملية نبع الفرات حتى الان، وان العملية ستستمر حتى القضاء على الارهابيين لانهم قاموا بالاعتداءات على الاراضي التركية"، مبينا ان "العملية ادت الى مقتل 11 مواطنا تركيا" .
واكد يلدز "اننا كنا وما زلنا نتعاون مع العراق في مجال مكافحة المنظمات الارهابية ونرغب ان يتفهم العراقيون هذه العملية لانهم سابقا عانوا من داعش الارهابي وننتظر الوقوف معنا"، موضحاً ان "اغلب البلدان ترفض تسلم الدواعش المحتجزين في سوريا وتركيا وهذه مشكلة كبيرة نعاني منها، وعلى المجتمع الدولي ايجاد حل لهذه القضية"، لافتا الى ان "تركيا تسلمت من العراق أسر واطفال داعش بعد مباحثات طويلة".
وعد يلدز "العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية شمال العراق ضد بي كا كا من ضمن ميثاق الامم المتحدة لمكافحة الارهاب لانها تقوم بعمليات عسكرية ضد الاتراك".