رئيسا الجمهورية والوزراء يشددان على ضرورة المضي في الإصلاح

العراق 2019/10/20
...

بغداد / الصباح
 
حيّا رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح الجموع المليونية التي اتجهت لإحياء الذكرى السنوية لأربعينية الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، مبيناً أن الحسين (ع) علّمنا ان نتخطى الصعابَ ونتجاوزَ المحنَ ونذودَ بالأنفسِ عن الأوطان وندافعَ عن الإنسان ونلزمَ القولَ بالفعلِ، كما عبّرَ بإصرار وعزيمة «إنما خرجتُّ لطلبِ الإصلاحِ»، بينما لفت رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، الى أن المشاركة المليونية في طريق شهيد الإصلاح تعني ان شعبنا العراقي شعب حر، شعب حي لا يمكن أن يخدع أو يهان، مؤكداً  ضرورة المحافظُة على بلدِنا والمضي نحو الإصلاح.
وقال الرئيس صالح، في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي بهذه المناسبة: «كلَّ عام، وفي هذه الأيامِ، ينطلقُ الأحرارُ صوبَ أبي الأحرارِ الإمامِ الحسين «ع»، مضيفاً «انهم يزحفون بقلبٍ واحد وإرادةٍ وطنيةٍ واحدة، وإيمان عميق بالقيمِ النبيلة، بما يعززُ تلاحمَهم، الذي يؤكدونه كلَّ عامٍ وهم يمضون نحو الحسين (ع) إماماً ومثالاً ورمزاً للفقراء والمحرومين وقِبلةً للعاملين لأوطانهم». 
ولفت صالح إلى أن «الحسين (ع) علّمنا ان نتخطى الصعابَ ونتجاوزَ المحنَ ونذودَ بالأنفسِ عن الأوطان وندافعَ عن الإنسان ونلزمَ القولَ بالفعلِ، كما عبّرَ بإصرار وعزيمة «إنما خرجتُّ لطلبِ الإصلاحِ»، مبيناً أن «الإنسان والوطن والقيم العليا النبيلة غاياتٌ كبرى رسّختها ثورةُ الحسين «ع» في حياةِ الثوار والأحرار». وأضاف رئيس الجمهورية «هكذا هو الإمام في وجدانِ العراقيين باختلافِ مكوناتهم ودياناتِهم. وهكذا تُستعاد عاشوراءُ وبعدها أربعينيةُ الشهيدِ كلّ عام، إنها استعادةٌ لقيمِ الحسين وقيمِ البطولة وقيمِ الإيمان من أجلِ الخير والمحبة والسلام».
وبينما حيا «ذكرى الأربعينيةَ هذا العام»، أشار إلى أننا «كلنا يحدونا الأملُ وتجمعنا الإرادةُ المحافظةِ على وطننا وللتمسكِ بالإصلاحِ ومكافحةِ الفساد لما فيه خيرُ الوطنِ والإنسان»، مبيناً «يجمعنا عزمٌ واحدٌ نستلهمُه من هذه المناسبة بأن نرتفعَ إلى مستوى التهديدِ والتحديات التي تواجه بلدَنا وشعبَنا في ظرفٍ إقليمي عاصف.. نحافظُ على بلدِنا ونؤكدُ ضرورة المضي نحو الإصلاح.. نتمسكُ بشبابِنا ومطالبِهم وحقوقِهم المشروعة مثلما نتمسك بالأمنِ والاستقرارِ لتنفيذِ تطلعاتِ مواطنينا إلى العدالةِ والحياةِ الحرة الكريمة». 
وتابع صالح «في أربعينية استشهاد الحسين (ع) نشدّ على أيدي المطالبين بالإصلاح ونشد على أيدي الشباب المطالبين بحقوقهم وهم يرفعون الأعلام العراقية. ونشد على أيدي القوات الأمنية التي تحميهم وتدافع عن الممتلكات العامة والخاصة.. نترحم ونحفظ ذكرى الشهداء من المتظاهرين ومن قواتنا الأمنية، ونقدر تضحية أسرهم».
وختم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: «في ذكرى سيدِ الشهداءِ نرفض كل أنواع القتل والظلم وتكميم الأفواه.. في هذه الذكرى العطرة، نؤكد أن لا طريقَ إلا طريقُ البناء والإصلاح لبلدنا.. العراقيون يستحقون الأفضل.. واجبُنا أن نتكاتفَ ونستلهمَ العِبرةَ من ثورة الحُسين وننتصِرَ للمحرومين والمظلومين.. وننتصر للعراق».  بدوره، توجه رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، في بيان لمكتبه، بالتحية لـ»الملايين من المؤمنين من العراقيين وغير العراقيين الذين يتوجهون نحو محافظة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) وصحبه من شهداء معركة الطف الخالدة، وأجدد لهم العزاء ولكل المسلمين والأحرار في هذا العالم، كما أحيي ابناء قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والوزارات والمتطوعين واصحاب المواكب الذين يحمون المواطنين ويوفرون لهم الخدمات الطبية والغذائية على طول الطرقات المؤدية الى كربلاء المقدسة من جميع أنحاء العراق والعالم».
وقال عبد المهدي: إن «المشاركة المليونية في طريق شهيد الإصلاح تعني ان شعبنا العراقي شعب حر، شعب حي لا يمكن أن يخدع أو يهان.. وإن هذا الجهد الشعبي والأمني والخدمي الكبير المبذول في هذه الزيارة يأتي تزامنا مع جهد وحراك وطني وحكومي مستمر للإصلاح والبناء وتلبية المطالب المشروعة لشعبنا ومواجهة الفساد ومحاربته واسترداد حقوق وأموال الشعب مهما كانت المصاعب والتحديات».
وأضاف عبد المهدي «علينا جميعا أن نتذكر أن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) هي ثورة ضد الإنحراف والظلم، وإن زيارة الأربعين على وجه الخصوص تعبّر في جوهرها عن الرفض لكل أشكال الخراب والفساد، وبمناسبتها نؤكد اننا لن نحيد عن الالتزام بهذا النهج المتصدي بقوة وعزم ومسؤولية لمظاهر الإنحراف والفساد وإلغاء التفاوت المعيشي وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الإصلاح الذي بات مطلبا يتفق عليه ويشترك فيه جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وعناوينهم».
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن «المطالبة بالإصلاح هي حق مشروع للجميع ومن يرفض هذا الحق أو يقمعه لا ينتمي بأي حال لنهج الإمام الحسين (عليه السلام) وطريقه وما خرج من أجله»، متعهداً بأن «المقصر في التظاهرات السابقة سيحاسب مهما كان موقعه في الدولة فلا أحد فوق القانون».