سينمائي عراقي ينافسُ الأوروبيين ويحصد جوائزهم

الصفحة الاخيرة 2019/10/22
...

 
 
 
أوسلو/ ليث عبدالغني
لم يتوقف عطاء الفنان العراقي الأصل السويدي الجنسية شاكر تحرير، منذ اشتغاله في السينما السويديَّة، قبل ثلاثين عاماً تقريباً، مخرجاً للأفلام القصيرة، درسَ في غوتنبرغ واستوديو أفلام الغرب الشهير في مدينة ترولهتان، ثم تخصص في كتابة السيناريو وارتبط اسمه بالأفلام السويديَّة المشاركة في المهرجانات العالميَّة، فضلاً عن إخراجه وإنتاجه للعديد من الأفلام التي حققت شهرة في دور السينما الأوروبيَّة.
لم تأت هذه المكانة من فراغ إنما نتيجة دراسته لعناصر اللغة السينمائيَّة، التي أتقن أبجدياتها، خصوصاً كتابة السيناريو؛ العنصر الأساس في مسار الفيلم وما يجري فيه من أحداث, فقدم فيلمه الشهير “أبي لا يبكي” الذي يعدُّ نقطة انطلاق شهرته في الأفلام القصيرة, ثم أخرج فيلمه “لاعب كرة القدم في منتصف الليل” الذي حقق نجاحاً وشهرة، بعدها صارت أفلامه تحقق النجاح، في كل مكان تعرض فيه، سواء في أوروبا أو أميركا، فضلاً عن تكرار عرضها في القناة السويديَّة الرسميَّة.
استمد تحرير أفكاره من خلطة ثقافيَّة هي حصيلة تفاعله مع الأشخاص المنحدرين من بلدان وثقافات متنوعة، فتشكلت رؤاه المتجددة من خلال أفكار متميزة تختلف عن الرؤية الإخراجيَّة لصناع السينما الأوروبيَّة.
وكما هو معروف يصنف الإنتاج السينمائي، بأنه الحقل الأصعب في صناعة السينما، إذ يعتمد على فنون أخرى, فضلاً عن كونه جامعاً للثقافات الإبداعيَّة في معالجتها لقضايا المجتمعات, وهو يتطلب كادر عمل كبيراً وأموالاً طائلة، لذا ليس من السهل إنتاج فيلم أوروبي على يد مغترب قادم من خارج أوروبا، فهذا يعني بما يشبه الانتحار المهني، لأنَّ ذلك العمل يتطلب الفهم الكامل لثقافة البلد وسايكولوجية الفرد، وهكذا نجح تحرير بالتركيز على هذه العناصر، ما سهل مهمته بعمل أفلام ذات موضوعات سويدية أوروبيَّة بحتة، فأصبح حالة نادرة للسينمائيين العراقيين الذين لم يتمكن أحدٌ منهم في تاريخ السينما العراقية أنْ يصنع فيلم أوروبي واحد.
لا ينسى تحرير وطنه الأول الذي نشأ وترعرع فيه، فتراه غالباً ما يذكر نهري دجلة والفرات وبساتين النخيل التي كانت مرابع طفولته، هذه الذكرى غالباً ما تضفي على روحه السكينة، فضلاً عن إيقاع تخيلي مليء بالطمأنينة، فكانت بمثابة بواعث نفسيَّة للإقدام على تحقيق أحلامه. 
وهذا نابعٌ من انسجامه وقبوله لحاضنته الجديدة، من دون أنْ يشعر بالنفور منها, رغم بعده عن مدينته “الناصرية, لذلك كان مثل مجموعة مفاتيح دخل من خلالها الى البيئة الجديدة (السويد) فتحركت ميوله وقدراته منذ البداية بكل حرية واندفاع فارضةً إبداعه الذي خط اسمه في عالم السينما الاسكندنافية 
بامتياز.