متلازمة التخمر الذاتي

الصفحة الاخيرة 2019/10/28
...

ترجمة واعداد/ انيس الصفار                                      
 
لم يقتنع رجال الشرطة والاطباء بكلام الرجل ذي الـ46 عاماً حين أقسم لهم أنه لم يتناول الكحول قبل القبض عليه بتهمة القيادة تحت تأثير السكر.
رفض الرجل اجراء اختبار تحليل النَفَس لذلك أدخل المستشفى حيث أظهر الفحص أن مستوى الكحول في دمه أكثر من ضعفي الحد المسموح به عند قيادة السيارة، ثم اطلق سراحه ولكن الحقائق بقيت موضع جدال.
فيما بعد اكتشف الباحثون الحقيقة ولم تكن شيئاً عادياً بالمرة، حيث وجد أن الجهاز الهضمي للرجل كان يحتوي على نوع من الخمائر الفطرية القادرة على تحويل الكاربوهيدرات الى كحول الإيثانول، وهي حالة نادراً ما يمكن تشخيصها ويطلق عليها "متلازمة التخمير الذاتي".
في الاشخاص المصابين بهذه المتلازمة تتمكن الفطريات أو البكتريا الموجودة في جهازهم الهضمي من انتاج الكحول وبذلك تسبب أعراضاً لا تختلف عن أعراض السكر.
تصيب متلازمة التخمير الذاتي الاصحاء احياناً ولكنها اكثر حدوثاً لدى المصابين بداء السكري أو البدانة أو مرض كروهن.
تقول باربارا كورديل، وهي باحثة متخصصة في دراسة المتلازمة المشار اليها: "يعاني المصاب بهذه الخمائر من اعراض السكر المعروفة، وانه لمرض مقيت حقاً."
نصح الباحثون الرجل بأخذ عقار مضاد للفطريات فتوقفت عنده الاعراض، ولكنه عاد فانتكس عندما تناول وجبة من البيتزا وشراب الصودا. أخيراً توصل الاطباء الى الجمع بين اسلوبين في العلاج يتضمنان استمرار فحص مستوى الكحول في الدم لتمكين الرجل من الالتزام بوجبة طعام طبيعية من دون ظهور الاعراض عليه. 
في العام 2014 ظهرت في الاخبار حالة مشابهة لسائق قلب شاحنة محملة بـ 11 ألف سمكة سلمون على الطريق السريع ثم ادعى انه مصاب بمتلازمة التخمر الذاتي، وفي العام التالي وجهت الى امرأة من مدينة نيويورك تهمة القيادة تحت تأثير المسكر حين كشف الفحص أن نسبة الكحول في دمها تفوق اربعة اضعاف الحد المسموح به. ولكن القاضي اسقط التهمة عنها حين اطلع على أدلة تؤكد اصابتها بالمتلازمة.