نورمان وزدم.. ظاهرة كوميدية لا تتكرر

الصفحة الاخيرة 2019/10/29
...

 عبد الكناني 
 
تربع الفنان والممثل البريطاني {نورمن وزدم} على عرش الفن الهزلي في العالم من خلال مجموعة كبيرة من الافلام التي شكلت واصبحت احدى سمات العقد الستيني، لذا هرع معظم  اصحاب مكاتب استيراد الافلام السينمائية العراقيين الى استيراد وجلب احدث افلامه لعرضها في دور السينما المحلية، وتسابقت دور العرض في بغداد والمحافظات لعرض افلامه الجديدة.

واحتكرت سينمات  غرناطة  والخيام والحمراء والشعب واستخدم  مروجوها اساليب مبتكرة لجذب الجمهور والعوائل، التي غالبا ما تختار عرضي الثامنة مساءً والحادية عشرة ليلاً.
وطغت شهرته على النجم الامريكي الكوميدي بوب هوب  والفرنسي  لويس دي فينوس “  وقبلهما “شارلي شابلن”، والثنائي “بدي بود ولوكستيلو” و”هاري واكستيل”. 
حتى ذكر ان شارلي شابلن قال عنه: “ان نورمان وزدم مهرجه 
المفضل “
 ثمة  مفارقات  رافقت شهرته منها :  انه أصبح النجم المفضل في “البانيا الشيوعية”، اذ  كانت أفلامه مع عدد قليل من الاعمال السينمائية والثقافية الغربية، غير مشمولة بمقص الرقابة الرهيب، فكانت تعرض في تلك البلاد المنعزلة عن العالم ويومذاك.    
وشغف الجمهور العراقي بأفلام “نورمان وزدم” الذي رحل عن عمر تجاوزالـ  (95) عاماً،  وانفتحت شهية المهتمين واصحاب مكاتب استيراد الافلام السينمائية واشهرها “مكتب الكاهجي” ، لاستيرادها وازدادت شعبية الافلام  الكوميدية الاخرى، الى حد صارت الاعمال الهزلية سمة تلك المرحلة، وقد ساعد ذلك التسهيلات التي قدمتها  الحكومة العارفية  لاستيراد مثل هذه 
الافلام.
بعد انهيار الشيوعية وحدوث التغيرات في العالم الشيوعي اثر تفكك الاتحاد السوفيتي، ذهب لزيارة البانيا ليلقى ترحيباً كبيراً كونه كان رمزاً في تلك الازمنة الصارمة ويبدو أن النظام الألباني وقتذاك قد تنبه الى الجمود والانغلاق والانعزال الذي كانت تعاني منه البانيا، فسمح  بعرض أفلام “ وزدم”  كنوع من التنفيس عن الكبت والحرمان والشدة والصلابة والحديدية التي كانت تطبع المجتمع
 الالباني. 
ولد نورمان ويزدوم في حي مارليبون اللندني في شباط 1915، وتوفي في العام 2010 ، تتميز افلامه الهزلية بالبساطة والايقاع السريع وتنتج بميزانية متواضعة وتصور بالأسود والابيض، ومن اشهر افلامه: “المربع” (1953)، و” اصلاح في الوقت المناسب (1963)
، و”رجل اللحظة”(1953)،و”رجل الساندويج “(1966)، و”موعد مع الحلم”(1984)، و”الشر يدعو” الذي عرض بعد وفاته
 بسنة.