الدراميون يتمنون عودة تمثيلية السهرة الى التلفزيون

الصفحة الاخيرة 2019/11/03
...

 
 
بغداد / هيفاء القره غولي 
 
شغلت تمثيلية السهرة، حيزاً مهماً من الدراما التلفزيونية، الى جانب المسلسل والبرنامج والخبر، واستنفد المشاهدون عقوداً من الانتظار.. اسبوعياً، حتى نهاية الثمانينيات؛ كرست بعدها القنوات الفضائية، اموالاً وجهوداً وخبرات للإنتاج الضخم.
إلا أن المخرج هاشم ابو عراق، يحن لدفء المراحل الماضية، متمنياًعودة التمثيلية التلفزيونية الى الظهور،مضيفاً ان لها ظروفاً خاصة، وهي عبارة عن حدوتة تبدأ من صفر ثانية وتنتهي بساعة او اقل او ربما اكثر من ساعة، والان نستطيع ان نسميها فيلماً تلفزيونياً، وباعتقادي هذه التمثيلية او الفيلم التلفزيوني اذا ماعاد الى الظهور ستكون هناك حركة فنية درامية تعرض عملاً عراقياً، خلال زمن بسيط.. ساعة او اقل من ذلك، وستعمل مجموعة كبيرة من الممثلين والفنيين.
اكدابو عراق: "سيستمر التواصل مع الدراما، ولن تصدأ عقول صناعها ونتمنى جداً ان تعود ولو مرة واحدة اسبوعياً على اقل تقدير".
من جانبه قال المخرج عزام صالح ان: "التمثيلية التلفزيونية اصبح لها شكل ثان، هوالفيلم التلفزيوني؛ لان الكاميرا تحررت وخرجت عن الاستوديو وذهبت الى المواطن الحقيقية، بالنتيجة التمثيلية التلفزيونية غير مكلفة انتاجياً مقارنة بالمسلسل" موضحاً: "المسلسل يتم تصويره في مكان واحد بواقع 100 او 150 مشهداً، بينما في التمثيلية قد تشغل اربعة او خمسة أمكنة وتستغرق وقتاً أطول".
وأشار الى ان: "الناس اصبحت ترفض مشاهدة الستلايت؛ لانه يفرض عليهم مايبث، والمشاهد يختار مايحب، عبر السوشيال ميديا؛ لان العالم التكنولوجي في الوقت الحاضر تحرر من كل القيود؛ اي ان الحداثة ألغت وجود التمثيلية".
واضاف صالح: "التمثيلية حلقة تلفزيونية واحدة، لاتعتبر مسلسلاً ولافيلماً، فكيف يبحث عنها، وحتى امر الدعاية والاعلانات لها صعب ومكلف جداً لجذب المشاهد".
في الشأن ذاته اكد المخرج جمال عبد جاسم: "التمثيلية التلفزيونية في ايام زمان كانت موجودة، تعرض كل اسبوع ولمدة ساعة على شكل سهرة في التلفزيون" مبينا: "عدم الاقبال على انتاج هكذا اعمال، وبتوقفها، عزف كتاب السيناريو عنها وحبذوا كتابة المسلسلات الطويلة".
اوضح: "في السابق كان المسلسل يقدم في التلفزيون بواقع 13 حلقة وتقسم كدورة كاملة تعرض اسبوعياً حلقة واحدة، على مدار 13 اسبوعاً، اما الان اصبح المسلسل يومياً في 30 حلقة، وهذه الامور جعلت الجهات المعنية لاتلتفت الى مثل هذه الاعمال".   
واستذكرت الفنانة د. عواطف نعيم، تمثيليات، شغلت الشارع: "النهيبة وعش البلابل ورائحة القهوة" موضحة: "تعتبر مثل هذه الاعمال التي تتراوح بين 45 و90 دقيقة، تأسيساً عمودياً، لا استعراض زمنياً فيه، إنما ومضة تبرق في سهرة ليلة، ينتشر الشارع في صباحها بحديث طويل.. متبادل بين الناس، عن فدعة الشاعرة.. خنساء خزاعة، وقصائدها ومجلسها داخل ديوان "علي آل صويح" في تمثيلية النهيبة، والعائلة المصابة بمس من جنون جميل، في عش البلابل، بينما استرضاء هند كامل، لقاسم الملاك، كي يكف عن إدمان الخمرة، ويتناول القهوة من يدها الجميلة.. تفاصيل من أسى شغل الناس بوجد أطرب ارواحهم اجتماعياً".
بينت الفنانة د. نعيم: "وهناك قائمة تمثيليات تطول في تاريخ الدراما العراقية، بينها"عبود يغني" 
وجزؤها المكمل "عبود لا يغني" حالات اجتماعية اختزلت قصص مسلسلات طويلة وأفلام مكلفة، في مادة درامية مؤثرة من دون جهد مبالغ به".