طفرة كبيرة بسوق الفن المعاصر في نيجيريا

الصفحة الاخيرة 2019/11/10
...

 لاغوس / أ ف ب
 تشهد سوق الأعمال الفنية في نيجيريا طفرة كبيرة تمثلت أخيراً بتحطيم رقمين قياسيين للوحتين من توقيع "عراب" الحداثة الافريقية الرسام النيجيري بن إنوونوو، في تأكيد على موقع القارة السمراء كإحدى أكثر الأسواق دينامية في العالم حالياً.
قبل عقد، كان الفنانون الأفارقة البارزون غائبين إلى حد كبير عن المزادات العالمية. لكن القارة السمراء أصبحت راهنا عامل جذب رئيس في الفن المعاصر والحديث.
لم يسطع نجم إنوونوو إلا في العام 1994 بعد وفاته، ما يدل على الصناعة المتنامية والقيمة للفن.
فقد باعت "بونهامز" و"سوذبيز" وهما من أبرز دور المزادات في لندن، التحفتين اللتين أنجزهما الفنان ("توتو" و "كريستين").
وقال جايلز بيبيات مدير الفن الافريقي في "بونهامز" ، "تعد افريقيا واحدة من أسرع الأسواق نموا في عالم الفن اليوم ونيجيريا على رأس جنوب افريقيا" في هذا المجال.
وكانت هذه الدار من بين أوائل دور المزادات في أوروبا التي راهنت بشكل كبير على القارة منذ العام 2007 حين نظم مزاد للفن الافريقي بعنوان "آفريكا ناو".
في لاغوس، العاصمة التجارية النابضة بالحياة والتي يسكنها 20 مليون شخص، يتوج الموسم الثقافي من أزياء ومهرجانات ثقافية وفنية هذا الأسبوع مع المعرض الدولي "آرت إكس".
وبعد ثلاث سنوات على بدايته، أصبح هذا المعرض واحداً من أبرز الأحداث الفنية التي تنظم في القارة، إذ يضم مجموعة غنية من الفن الافريقي الحديث والمعاصر.
في نسخته من العام الماضي، جذبت "توتو" وهي لوحة بورتريه للأميرة إيفي أديتوتو أديميليوي لقبت "موناليزا الافريقية" والتي كانت "ضائعة" لحوالي 40 عاماً واكتشفت في العام 2018 عن طريق الصدفة في شقة في لندن، آلافاً عدة من الأشخاص.
وفي نهاية العام، أصبح المركز الاقتصادي لنيجيريا زاخراً في البريق والفنون.
فآلاف الزوار يتنقلون من معرض إلى آخر، من معرض "آرت إكس" إلى بينالي لاغوس للفن المعاصر وأسبوع الموضة في لاغوس و"لاغوس فوتو" وكلها تنظم بين شهري تشرين الأول وتشرين الثاني.
لكن إلى جانب الفن، هناك سوق مزدهرة وشهية متزايدة بين المستثمرين وجامعي الأعمال الفنية.
وقد تم افتتاح معارض جديدة مثل "آرت توانتي وان" في السنوات الأخيرة.
كما تعرض دار المزادات "آرت هاوس كونتمبوريري ليميتد"بانتظام أعمالاً لأكثر الفنانين شهرة في المنطقة أبرزهم إنوونوو ويوسف غريلو والأناتشوي وبيجو ألاتاشي.
ورغم استمرار الشهية على الفن الافريقي المعاصر في الازدياد، لا تزال معظم الأعمال الفنية تباع في مقابل أسعار "مقبولة" مقارنة ببقية أنحاء العالم، تتراوح بين 10 آلاف دولار و60 ألفاً وفق بيبيات.
كما ان الأثرياء النيجيريين الذين كانوا ينفقون 250 ألف جنيه استرليني (323 ألف دولار) على ساعة أو سيارة فارهة، باتوا يفضلون استثمار أموالهم في اللوحات أو المنحوتات".