بغداد/ رشا عباس
اقام اكثر من عشرين فنانة وفنانا الاسبوع الماضي في ساحة التحرير، سمبوزيوما مباشرا للفن التشكيلي وقد نفذوا اعمالهم تحت المطعم التركي بحوالي 25 متراً، معبرين عن سعادتهم وهم يبثون رسالة مفادها نشر الحياة والألوان والثقافة بدل الموت والدم في هذه الساحة.
ولاقت فكرة افتتاح السمبوزيوم المباشر استقطاب وترحيب الشباب، اذ اسهم بعضهم في تنظيف المكان وتنظيمه لتنصيب الجداريات الخاصة بالرسم، فضلاً عن وضع لمساتهم التي تفصح عن ما بداخلهم من هموم ومطالب بشكل سلمي، يعكس مدى تحضرهم ووعيهم الثقافي وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة، متخذين من الفن وسيلة احتجاج وتدوين لما يمرون به من افراح واحزان جمعتهم بحب الوطن.
نائب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين حسن ابراهيم المشرف على هذه الفعالية قال لـ"الصباح":" اسهم الفنانون في تدوين الاحداث التي مرت بالعراق،لاسيما تظاهرات تشرين الاول التي هي بمثابة دعوة للناس عموماً والفنان خصوصاً لوضع بصماتهم التي تدعو الى السلمية والتكاتف بين ابناء البلد تحت نصب الحرية، تعبيراً عن مطالبهم وحقوقهم التي هي اقرب الى الواقع".
واضاف: "هذه الممارسة العفوية التي اقامها الفنانون هي تعبير صادق وصريح وبدون رتوش بغض النظر عن التقييم او التصنيف وهي من الفنون الشعبية الخام التي تنتج من خلال رد فعل طبيعي واتخاذه وسيلة للاحتجاج".
اما التشكيلي فهد الصكر فقد ابدى اعجابه بالفكرة كونها تمثل الولادة الآنية مع الشارع والحدث وتشكل ملامح الهتاف الذي يسبح في شغاف وعقل كل فنان وفنانة يشتركان في هذا الشكل الجمالي المنتمي لمستقبل عراقي، نتمناه جميعاً معافى، كما هي اللوحة الحاضرة بكل ألقها في ساحة التحرير ولها فعل مؤثر في نفوس الجماهير.
واشار الى ان :" الرسم الحر واحد من المؤشرات التشكيلية الحيوية للفنان، اذ يؤشر بأدواته المعرفية على فاعليته مع الحدث الراهن الذي يمر به الوطن، ولذا يكون هو المعبر عن انفعالات وتفاعل الجماهير من أجل عراق جميل لا يستحق غير هذه الصورة الحية والمباشرة".