ورشة لصناعة آلة الناي واكتشاف المواهب

الصفحة الاخيرة 2019/11/17
...

الناصرية/ احمد داخل
في وقت مبكر من عمره تعرف عادل محسن على الآلات الموسيقية، واعتاد على سماع أنغامها يوم اشترى والده آلة القانون التراثية، كان ذلك في مطلع ستينيات القرن المنصرم، فراحت موهبته تتبرعم من خلال تعرفه على آلات موسيقية أخرى حتى انه ذات يوم قام بصناعة آلة ناي بنفسه، وهو في الصف الخامس الابتدائي، ومن يومها أصبح مولعاً بالناي والموسيقى حتى في سنوات دخوله العسكرية التي سرقته من حلمه الذي لم يتحقق، وهو الدخول إلى معهد الفنون الجميلة في منتصف الثمانينيات، فغيبته سنوات الحرب ومحت الكثير من أحلامه.
 لم تمنع الحرب محسن من اختلاس أوقات قليلة للتردد على دائرة صناعة الآلات الموسيقية الشرقية في الوزيرية ولقائه بالعازف ايفن المسيحي الأستاذ في معهد الفنون الجميلة الذي كان مسؤولاً عن ورش الناي في الدائرة، فتحولت الموهبة عنده من العزف بالفطرة إلى عازف بارع ومحترف يصنف الأنغام وينسبها إلى مقاماتها. 
 محسن قال لـ"الصباح" :"أدركت سر الناي حين  بلغت الأربعين من عمري، فالموسيقى بحر عميق من الصعب الخوض به من دون معرفة، ولابد  من الجمع بين الموهبة والدراسة وعليه واظبت ودرست من اجل التخصص بآلة الناي، وكذلك معرفة اغلب المقامات، فانا اليوم عضو في بيت المقام العراقي فرع ذي قار، وموظف في بيت الغناء الريفي"
حوّل محسن ورشته الخاصة بالخط العربي، والتي يعتاش منها إلى ورشة لصناعة آلة الناي وتصليح الآلات الموسيقية الأخرى كالعود والكمان. 
وتابع "أفضل المواد التي تستخدم في صناعة الناي هي القصب الفارسي ويفضل جلبه من الاهوار ذات مصبات المياه العذبة اي من مصبات نهر دجلة فمواصفاته جيدة و غير معرض للفطر أو الكسر عندما يتم تقطيعه لغرض صنع الناي منه". واوضح "يقتني الناي الذي اقوم بصناعته العازفون او الذين لديهم رغبة في تعلم العزف على هذه الآلة باسعار مناسبة ، حتى انه في بعض الأحيان امنحه لهم مجاناً لحبي وشغفي بالموسيقى". 
يفخر محسن بأن ورشته اصبحت منطلقاً للكثير من العازفين الموهوبين على آلة الناي في مدينة الناصرية، فهو يقيم دورات لتعليم العزف على آلة الناي للشباب الهواة بواقع ثلاثة كورسات في الأسبوع .