سوق الصفارين في الحلة.. ضجيج جميل

الصفحة الاخيرة 2019/11/18
...

الحلة / محمد عجيل
 
  
نشأت وسط مدينة الحلة قبل 300عام سوق للصفارين وتعد من اقدم الاسواق في محافظة بابل.
 تقع " الصفارين " في سوق الحلة الكبير او المسقف، كما يحلو للكثير تسميته تستخدم في صناعاتها  للأواني والصحون مادة النحاس الأحمر او الصفر وهي مادة ارتفع سعرها في السنوات الاخيرة، ما اثر سلباً في نتاجاته، كما يقول الحاج عبد الامير العجام صاحب محل للانتيكات.
 واضاف العجام ان "انخفاض أسعار المستورد من المنتوج مقارنة بمنتجات السوق كان واحداً من اهم اسباب هجرة السوق من قبل اصحاب المهنة ما يتطلب تدخلاً حكومياً من اجل حماية المنتج المحلي اضافة الى الحاجة الملحة في دعم المواد الاولية وخاصة مادة الصفر التي ارتفع سعرها أضعافاً واصبحت فيما بعد هدفاً للمهربين وتجار الخردة الى دول الجوار". واشار لؤي رشيد الذي ورث عمله من ابيه ان "السوق شهدت انتعاشاً كبيراً في العقدين السبعيني ومن ثم الثمانيني، حيث كان السياح الأجانب يتجولون في أروقتها، كونها جزءاً من موروث حضاري تتمتع به مدينة بابل".
 وقال رشيد لـ"الصباح" "اتذكر ان السوق شهدت جولات مهمة لعدد من الفنانين العرب على اثر حضورهم مهرجان بابل الدولي ومنهم المخرج احمد عبد العزيز ويحيى الفخراني والممثل المغربي محمد حسن الجندي الذي مثل دور ابو جهل في فيلم "الرسالة"، اضافة الى الممثل الكويتي الراحل غانم الصالح والفنانة المصرية سهير البابلي وكانت ادارة المهرجان تقيم جولات ميدانية للمشاركين في مختلف أسواق المحافظة ما يرفع القدرة الشرائية لاصحاب المحال والباعة".  وتابع ان "الظروف الحالية تسببت في اندثار يكاد يكون مستمراً في منتجات السوق التي اصبحت ممراً فقط للمارة اثناء الازدحامات  لغرض الوصول الى سوق الحلة الكبيرة ولم يتبق سوى ضجيجها الجميل الذي يذكرنا بأجدادنا".
 واستذكر معنا الحاج حسن العلاك بعض الأحداث التي شهدتها السوق ومنها زيارة الملك فيصل الثاني العام 1951 حيث امر على اثرها ان تستخدم بعض نتاجات السوق كهدايا في الأعياد الوطنية، اما اليوم فلم يتبق من السوق سوى ذاكرتها.