{جـارة الـقـمر» تـتـم عـامـهـا الـ 84

الصفحة الاخيرة 2019/11/23
...

بغداد / متابعة الصباح
اتمت {جارة القمر» فيروز عامها الرابع والثمانين، قبل ايام بمسيرة فنية مطرزة بفنون الابداع وبتجربة طويلة، قدمت من خلالها مئات الأغاني (حوالي 800 أغنية)، وعشرات الأعمال الفنية في قوالب موسيقية مختلفة، ليلتصق صوتها في نفوس المستمعين مع اشراقة كل فجر جديد، فيتكرر حضورها فينا يومياً من دون ممل أو سأم، هذا الامتياز اختصت به فيروز دون غيرها.
الاحتفاء المعنوي بفيروز لم ينفصل عن صوت الوطن والاحتجاجات التي اجتاحت لبنان منذ أكثر من شهر للمطالبة برحيل الطبقة السياسية الفاسدة واجراء الاصلاحات.. في حفل شهير بقلعة بيت الدين العام 2000، صدحت: {بتتلج الدني.. بتشمس الدني، يا لبنان بحبك تا تخلص الدني” فرد الحضور بتصفيق حار وحاد لحنجرة الوطن فيروز.
تبدو الكلمات وكأن فيروز تغنيها اليوم وهنا، يبدو صوتها الملائكي وكأنه رسالة عمرها 19 عاماً إلى لبنان. رسالة حب وسلام وجمال ودرجة رفيعة من الرقي الإنساني الذي يستند إلى ثقافة عابرة للطوائف والأديان والأجناس والألوان.
بدأت نهاد حداد الغناء في سن السادسة، حينما غنت ضمن كورال الإذاعة اللبنانية، وعندما اكتشف موهبتها مدير الإذاعة اللبنانية، حليم الرومي، أطلق عليها اسم {فيروز» ولحّن لها بعض الأغنيات.
في سن السابعة عشرة من عمرها بدأت فيروز الغناء بألحان عاصي الرحباني، ثم تزوجت به في العشرين، وبدأت في الغناء لعاصي ومنصور الرحباني {الأخوين رحباني» ما شكّل مرحلة جديدة على جميع المستويات، سواء على مستوى الأخوين أو على مستوى فيروز، أو على مستوى الموسيقى العربية بشكل عام.
تميّزت الموسيقى بالمزج بين الأنماط الموسيقية الغربية والشرقية وأطياف الموسيقى اللبنانية، وساعد ذلك نسيج صوت فيروز، الأقرب لصوت السوبرانو الأوبرالي، ويمتلك في الوقت ذاته دفئاً شرقياً يتجلى في الأداء المتقن للزخارف والتلوين الصوتي بلا حدود.
قدّمت فيروز مع الأخوين رحباني وأخيهما الأصغر إلياس مئات الأغاني القصيرة، التي كانت بمثابة ثورة على قالب الأغاني الطويلة المنتشر آنذاك، وذلك بالإضافة إلى تنوع المواضيع ما بين أغاني الحب وأغاني الأطفال والحزن والفرح والوطن والأم والأغاني المرتبطة بالقضية
 الفلسطينية.
في ثمانينيات القرن الماضي خاضت فيروز تجارب موسيقية جريئة مع ابنها زياد الرحباني، الذي اسهمت موهبته العميقة ودراسته المتخصصة في خلق لون جديد من الموسيقى العربية التي تستخدم مفردات موسيقى الجاز، لتصدح فيروز بتلك الخامة الغنية من الخلفية الموسيقية في ألبومات اشتهرت كثيراً في جميع أنحاء الوطن العربي.