خيمة لعرض أفلام عالمية أمام المتظاهرين

الصفحة الاخيرة 2019/11/25
...

بغداد / رشا عباس
تواصلاً مع الحراك الشعبي في ساحة التحرير، نصبت نخبة من السينمائيين الشباب، خيمة لعرض افلام سينمائية قصيرة تدعو الى الوحدة الوطنية وتهدف الى تخفيف الضغوطات النفسية التي يعيشها المتظاهر،اذ تنوع البرنامج بين اقامة عروض افلام وندوات نقاشية حول دور السينما في توثيق حركات الاحتجاج وتوظيفها من اجل خلق سينما جديدة. 
وعن اهمية وجود السينما في ساحة الاحتجاج قال المخرج ملاك عبد علي "هذه السينما المصغرة وادوات العرض البسيطة استطاعت ان تقدم افلام سبق وان شاركت بمهرجانات عربية وعالمية ونالت جوائز تقديرية لايصال رسالة الى المحتجين مفادها ان الصورة هي لغة واضحة تنطق بمطالبكم وتنقل اهتماماتكم الى العالم الخارجي". 
واشار المنتج علي رحيم الى ان" الافلام لم تكن عراقية بل هناك مشاركات عربية واجنبية قدمت من قبل الفنانين العرب والاجانب لعرض افلامهم للمتظاهرين وفسح المجال لاكبر عدد من الجماهير لمشاهدتها وقضاء اوقات ممتعة وهم يطالبون بحقوقهم". 
بعض المختصين اطلقوا على هذا المكان سينما "العشوائيات"  باعتبارها اكثر حراكاً وتحتاج الى وعي وتثقيف، فالتظاهرات التي انطلقت مطلع تشرين الاول الماضي لم تقتصر على الاحتجاج فقط بل شملت جوانب ثقافية وفنية وتأهيلية، فضلاً عن ابراز العديد من الفنون التشكيلية والغنائية واليوم سينمائية وهذا يدل على الوعي الثقافي للمتظاهر في طلب حقوقه بصدق وانه فعلاً يدعو الى الجمال وليس للقبح والتخريب،من بين هؤلاء المختصين المخرج رعد مشتت الذي ركز في حديثه على اهمية السينما في الحفاظ على الصورة والحدث في ذاكرة الانسان مستذكراً اول فيلم سينمائي صور منذ عقود من الزمن، اذ مازال يمتلك بريقاً وبهجة منذ لحظة تصويره والى الان ،موكداً ان البلد يمر بلحظة احتجاج كبيرة والصورة واحدة من اهم الادوات التي توثق هذه لحظة لتعرف الاجيال المقبلة ماذا حدث وتثبت لهم ان التظاهرات ليست قتلاً ودماء انما ثورة ثقافية واداة حوارية مهمة.
اما الاكاديمي في كلية الفنون التطبيقية محمد معراج اشار الى ان "بعض الافكار الذي وجدناها في ساحة التحرير متوقعة، فشباب اليوم حالمون ومنتجون تطلعاتهم تفوق اعمارهم في خلق
 الابداع".
سناء محمد احدى المتظاهرات رحبت بالفكرة قائلة " اليوم نعيش نهضة وطنية وتحرراً فكرياً على مختلف الاصعدة، فما كان ممنوعاً امس، اليوم نجده يتلاشى ويتحول الى شيء ايجابي فلم نعد نفكر بالسلبيات التي من الممكن ان نتعرض لها من الجنس الاخر انما هناك تكاتف بيننا لنجعل العالم يغير صورته النمطية عن العراق، ففي هذه التظاهرات لم يخرج الفقير فحسب انما خرج المثقف والفنان ليرسم صورة جديدة للعراق".