بغداد / حيدر النعيمي
حققت المطربة العراقية المغتربة في المملكة الهولندية الفنانة بيدر البصري انجازاً موسيقياً كبيراً، يعد الأول من نوعه في تاريخ الطرب العراقي، اذا لم يكن في تاريخ الطرب العربي، وقد يجد البعض هذا تهويلاً وعاطفة في الوصف، ولكنه للأسف منجز لم يشر اليه من قِبل اي مؤسسة اعلامية في عموم الشرق الأوسط بسبب عدم توفر التغطية لهكذا محافل عالمية
أحيت بيدر البصري مؤخراً حفلين مهمين عن السلام كانا يمثلان لها انتقالة رائعة في صنف {العالمية» وباتت حديث الجميع في انكلترا وأوروبا جميعها .
قدمت البصري حفلها الأول في هولندا بمناسبة اليوبيل الذهبي لعيد ميلاد المؤلف الموسيقي العظيم (السير ) كارل جينكز الـ 75 ،اذ احتفلت به 92 دولة حول العالم، وفي هذا الحفل الكبير ارتأى المنظمون اختيار 29 عملاً من بين 182 عملاً للسلام وسبب اختيار هذه الأعمال، كونها الأكثر تأثيراً وشهرة في الوسط
الموسيقي العالمي .
يذكر أن حفلات السلام الدولية التي تقيمها مدينة لاهاي الهولندية تعكف عليها لجنة خبراء فنية عالية المستوى لاختيار الفنانين فيها وتم اختيار البصري من قبل قائد الفرقة الموسيقية الهولندي هانس مالتا، ولم يكن اختيار البصري سهلاً، اذ عكفت اللجنة على جمع الصحف والمقابلات والمواقف التي تخص البصري فيما يعنى بشأن الشرق الأوسط و العراق بالتحديد وتم اختيارها لتكون ممثلة عن الشرق الأوسط بشكل عام وممثلة عن العراق
بشكل خاص .
غنت بيدر ثماني قطع صولو كبيرة وكان من ضمنها العمل الكبير {ستابات ماتر} والذي قدمته اكثر من مئة مرة خلال 13عاماً
في اوروبا.
يذكر أن الحفل شهد حضور ممثلة عن ملكة هولندا وشخصيات سياسية وممثلي البرلمان واحزاب مهمة هناك، كذلك شهد حضور المحتفى فيه كارل جينكز وقاد آخر فقرة من الحفل حيث كانت لبيدر البصري وقد وصفت
نفسها بالمحظوظة .
بعد انتهاء الحفل وقف المؤلف الموسيقي العالمي كارل جينكز ليقول أمام من حضر الحفل ان بيدر البصري أحرزت أعلى النقاط في الأداء وطلب منها الجهوزية وكانت تلك {مفاجأة الحفل}، لتكون على موعد في حفل فخم ثان في انكلترا لاطلاق ألبومه الموسيقي الجديد، فكان للمفاجأة وقع عميق عند بيدر البصري أن تتم دعوتها لأداء هكذا حفل مهم عالمياً، اذ عمل جينكز على ألبومه هذا 11 عاماً ويلخص فيه حروب الشرق الأوسط عبر سبعين عاماً مضت .
وكانت بيدر على قدر هذه المسؤولية الكبيرة واحيت حفلها الثاني في انكلترا مع كارل جينكز شخصياً وسط اعجاب من حضر الحفل من الشخصيات المهمة على صعيد المجتمع في انكلترا، وقد نقل الحفل مباشر عبر اذاعة” Classic FM” .
كما تمت الكتابة عن الحدث في اشهر الصحف الانكليزية حيث برز اسم بيدر البصري في مانشيت الصحف بعد يوم من الحفل : {ضيف غير متوقع»
{بيدر البصري سافرت من هولندا للانضمام إلينا وأدت مقدمة صوتية مستوحاة من الشرق الأوسط إلى Miserere افتتاحها المذهل حقا وضع المشهد (والمعيار) للعمل
بأكمله}.
ولدت بيدر في بغداد وتعيش الآن في هولندا درست في المعهد العالي للموسيقى في دمشق وفي المعهد الملكي لدنهاخ تغني بيدر باللغات العربية والهولندية والفرنسية وعدة لغات اخرى، ويمكن سماع صوتها الفريد في Stabat Mater لمؤلفه Karl Jenkins من الجدير بالذكر أنه تخللت هذين الحفلين مؤتمرات صحفية أطلت فيها بيدر البصري وتحدثت عن العراق وعن شكل الانسان الذي اكلت الحروب منه كثيراً، وكان هذا مؤثراً جداً لذلك ارتأت بعض المنظمات الانسانية في هولندا وانكلترا التواصل عبر مندوبيها مع منظمات انسانية عراقية لدعمها ولدعم الاحتجاجات التي تحدث في العراق الان.
