باريس / عدوية الهلالي
يطلق عليها لقب " شقراء مونت كارلو" ، فهي حريصة على اكتمال اناقتها وهي تجلس وراء مايكروفون الاذاعة حتى لو لم يرها المستمعون ، ذلك ان الاذاعة هي عشقها الكبير – كما تقول المذيعة اللبنانية غابي لطيف – بعد مسيرة مايقرب من اربعين عاماً في مجال الاعلام، بدأتها في قسم المنوعات في التلفزيون اللبناني في عام 1973 مع رياض شرارة والاذاعة اللبنانية ، ثم التحقت في عام 1986 باذاعة مونت كارلو الدولية في فرنسا لتعاصر اسماء شهيرة مثل المذيع الراحل حكمت وهبي ولتقدم العديد من البرامج الناجحة اهمها " لقاء الجمعة" و"الوجه الآخر" و" الطاولة المستديرة"، قرأت رسائل المستمعين في الغربة لتحمل لقب " مرسال الغرام"، كما حاورت كبار الشخصيات في السياسة والثقافة والفن..وتواصل غابي حالياً تقديم برنامجي " بدون قناع " و" سهرات باريسية"..التقيناها في اروقة اذاعة مونت كارلو لتحدثنا عن مشوارها الاعلامي وعن سبب هجرها للتلفزيون والتحاقها بالاذاعة ..فقالت :
يختصر هذا السؤال حياتي كلها ، فبعد ان عملت في التلفزيون اللبناني وكان محطة مهمة في حياتي وكنت سعيدة بالعمل فيه وفي اذاعة لبنان ايضاً ، وضعت الحرب اللبنانية اوزارها وعشت احد عشر عاماً وسط الدمار والعذاب اواصل دوامي تحت القصف وعانيت الكثير كغيري من اللبنانيين، وكانت اذاعة مونت كارلو في باريس قد عرضت علي العمل فيها قبل ذلك ورفض اهلي سفري ، لكن الحرب دفعتني الى قبول العرض وفكرت في اتمام دراستي العليا للاعلام في جامعة السوربون ، ثم قررت الاقامة في
فرنسا .
*وهل كانت الحرب فقط هي السبب ام محاولة خوض تجربة جديدة في عالم جديد ؟
- الحرب اولاً واخراً ، والانتقال من لبنان الحرب الى باريس السلام ..وقتذاك، جئت مع دموعي وجراحي ومع الخوف الذي كان يتملكني فقد عشنا اياماً صعبة ، لكن اعجابي باذاعة مونت كارلو جعلها بديلاً جيداً للتلفزيون بالنسبة لي ..
*كيف ترين مكانة الاذاعة حالياً بعد دخول السوشيال ميديا وبقوة ؟
- تغيرت الامور بلا شك ..لقد بدأت مع التلفزيون بالابيض والاسود واعقبه التلفزيون الملون ومحطات FM والمحطات الفضائية ثم وسائل التكنولوجيا الحديثة ...تغير كل شيء لكن هذا لا يمنع ان تبقى للاذاعة خصوصيتها ..صحيح ان المستمعين كانوا أكثر في ما مضى بالتأكيد، فلديهم الآن وسائل اخرى ، لكن الاذاعة هي أثر تاريخي موجود ولايمكن الاستغناء عنه .
* قلت ذات مرة :" امس كنت وجهاً واليوم صوتاً وغداً قلماً وبعد غد ذكرى " ..هل نفهم من ذلك انك قد تكتبين مذكراتك ؟
- انا اكتب مذكراتي فعلاً ، انا كاتبة منذ بداياتي وصدر لدي كتاب عنوانه "بصمات على الهواء" عام 2010، يتعلق بالعمل الاعلامي ويضم حوارات مع شخصيات مهمة اجريتها خلال مهرجان بيروت عاصمة الثقافة العربية ..الكتابة جزء من حياتي فهي بوح واسقاط للأقنعة، لأن وراء كل وجه هنالك معاناة انسانية ومن يعمل في وسائل الاعلام لا بد ان يضع قناعاً عندما يخرج للناس، لذا تسهم الكتابة في الكشف عن ذاته الحقيقية كما انها مسؤولية بالنسبة لي كما هو المايكروفون ..
* كان لديك برنامج اسمه " ألو بغداد – هنا باريس " ..ما سبب اعداده ؟
- كانت فكرة الاذاعة لأنها ترتبط ارتباطاً قوياً بالعالم العربي والعراق خصوصاً ولدينا تاريخ مع المستمعين في العراق ، لذا فكرنا انا وزميلي المذيع الراحل فايز مقدسي ان نقدم شيئاً لهم عندما تعرض العراق لظروف الحرب وافترق العديد عن الاهالي وسط صعوبة الاتصال بينهم، لذا كان هذا البرنامج يوفر الاتصال بين العراقيين ..
* هل واجهت مواقف طريفة امام المايكروفون ؟
- يمكن ان اكون حزينة فامسح دموعي واقدم برنامجي او تنتابني ضحكة لا يمكنني السيطرة عليها، فضلاً عن المواقف الدرامية في حالات القصف والحرب في بلداننا ..
* بعد هذه المسيرة الطويلة الناجحة التي عشتها عبر الاثير مع المستمعين وبكل حرية ..ماذا تريدين ؟
- امضيت اكثر من اربعين عاماً في الاعلام واذا مافكرت في مغادرة الاذاعة فستكون الكتابة مستقبلي مايعني انني لن انقطع عن العمل الاعلامي بل ساتواصل معه بطرق أخرى..