ترجمة : انيس الصفار
خرج الكلب "سوب" مع صاحبيه لي باركر ومايكل باركر الى بساتين الجوز القريبة في بلدة "مونتغمري" بألاسكا لشحذ قدراته في صيد السمّان عندما اجتذبته رائحة معينة. يقول صاحبه "لي" ان "سوب" التقط رائحة غزال فانطلق يجري بين الاشجار تاركاً الرجلين وراءه.
أمضى صاحبا الكلب أياماً في البحث عنه الى أن استبد بهما اليأس والحزن، كما يقول صاحبه "لي باركر"، وآمنا بأنهما لن يريا كلبهما البالغ من العمر 3 سنوات بعد الان.
مرّت الأيام وإذا بالرجلين يتلقيان اتصالاً هاتفياً من حارس سجن يقع على مبعدة ميل عن مكانهما. قال الحارس انه علم بفقدانهما كلباً وأحب ان يبلغهما بأنه يعرف مكانه.
كان أصل العلة هو أن الطوق الذي يلبسه الكلب، وفيه شريحة الكترونية للتعقب، قد انفصل وسقط بالصدفة، لذلك لم يعلم موظفو السجن انه عائد لأحد.
ذهب مايكل لاستلام كلبه فاكتشف أن "سوب" يعيش في بحبوحة ما بعدها بحبوحة داخل سجن "إصلاحية كيلبي" الذي يحال اليه معظم سجناء الولاية لحين تقييم سلوكهم. فقد كان السجناء يقدمون له أفخر ما في طعامهم من لحم البقر المحمر وأفخاذ الدجاج ولحوم الستيك وفطائر الخوخ المحمصة. كان مسموحاً لـ "سوب" أيضاً بأن يستخدم الساحة الواسعة في الخارج ليركض فيها ويشارك السجناء لعب كرة السلة ثم يتبارى مع كلاب السجن ويخوض نزالات مصارعة.
يقول "لي": "وجدته يعيش عيشة راقية المستوى".
عثر شارلز بروكس، وهو مشرف على ورشة الصيانة في السجن، على "سوب" في الساعة السادسة صباحاً مستلقياً قرب احدى سيارات السجن والخوف باد عليه، ولكنه اطمأن بعد أن اطعمه بروكس قطعة بسكويت وصار يتبع العاملين في الورشة اينما ذهبوا. في الليل كان ينام تحت مظلة في الخارج، أما في النهار فكان يرتاح على سرير مؤقت صنع له من المناشف القديمة.
توقف مايكل بشاحنته خارج ورشة الصيانة حسب الموعد وهناك التقى ببروكس فسأله: "هل تحمل لي اخباراً طيبة؟"
اطلق بروكس صفيراً فأتى اليه "سوب" راكضاً من داخل الورشة. يقول الرجل انه جلس على الارض الاسمنتية واخذ يبكي عندما عانقه الكلب بحرارة، بعد ذلك وثب "سوب" الى المقعد الامامي في شاحنة صاحبه. يقول بروكس: "لم نكن نفترق ابداً طيلة ثلاثة أيام، ولكنه أسرع الى صاحبه بمجرد أن رآه."
ماريزا إياتي/
عن صحيفة واشنطن بوست