مسرح الدمى.. تراثٌ ساحرٌ من المهارة والإبداع

الصفحة الاخيرة 2019/12/20
...

بغداد/ رشا عباس 
 
يرى الفنان مهند فالح جميل فن تحريك الدمى ونطقها، وسيلة مهمة لجذب الأطفال وإثارة اهتماماتهم وخطف أنظارهم من الأجهزة الالكترونيَّة التي بدأت تشغل تفكيرهم وتجمد مواهبهم، إذ يشعر خلال تجربته أنَّ بمقدوره إيصال كل ما يريده للأطفال، لا سيما المفاهيم التي ترسخ في نفوسهم حب الوطن والتعايش السلمي.
بدأ عشق مهند لهذا الفن حينما كان صغيراً متابعاً لبرنامج الفنان وليد حبوش الخاص باستعراض الدمى المتحركة قائلاً: "بعد رحلة طويلة في عالم الأطفال وبرامجه بين الإذاعية والتلفزيونية والدرامية، استطعت أنْ أتعرف على أسرار هذا الفن وأحاكي عدداً كبيراً من شريحة صغار السن بهدف تسليتهم والنزول الى رغباتهم وما يشعرون به وسط كمٍ هائلٍ من الحروب والارتباكات التي تحيط بالطفل العراقي، لا سيما الذين فقدوا طفولتهم وذهبوا الى الشارع بحثاً عن لقمة العيش".
الفن كان بالنسبة لمهند إنتاجاً وتمريناً فقد تعرف عن طريق الصدفة والأصدقاء على شركة فنيَّة تعلم من خلالها كيفيَّة صناعة الدمى في العراق وتشكيلها بما يتناسب مع شخصية الدور المراد تقديمه بعدما كان يجد صعوبة في كيفيَّة تحريكها ومن أين يحصل عليها، مشيراً الى أنه يوظف تلك الألعاب في خدمة المجتمع وتوصيل فكرة للأطفال بأنَّ بلدهم جميل وأنهم أجيال مطالبون ببنائه عن طريق الاجتهاد والتفوق في دروسهم".
بالرغم من تحقيق مهند لنجاحات كبيرة في مجال صناعة الدمى المتحركة إلا أنه يعاني من عدم اهتمام المجتمع بالأمور التي يحبها الصغار، مؤكداً أنه لا يزال متواصلاً بتقديم برامج توعويَّة تنمي مواهب الأطفال وتقوي أساليبهم التعليميَّة، فضلاً عن برامج المسابقات التي هي بمثابة خارطة تحدد طريقهم للوصول الى الحل النهائي والحث على ترك العنف والرفق بالحيوانات وترك استخدام الألعاب الالكترونيَّة.
ليختتم حديثه بالقول: "كل الدمى صنعتها بملامح مبتسمة وجميلة أو ممتعضة بشكل ساخر لكنْ ليست عنيفة.. والحكايات التي أرويها هادفة، فالأطفال يتفاعلون مع الدمى بشيء غير متوقع وكأنهم في الأحلام بابتسامة عريضة يبدون عدم قدرتهم على تصديق ما يشاهدونه ويصرخون (أنظروا الدمية تتكلم معنا)".