سهل نينوى.. قدّاس بلا احتفالات

الصفحة الاخيرة 2019/12/25
...

الموصل / شروق ماهر
اكتفت عشرات الكنائس في سهل نينوى ومدينة الموصل مساء الثلاثاء بإقامة القداس والصلوات فقط بعيدا عن الاحتفالات بميلاد المسيح بعموم العراق تضامنا مع شهداء التظاهرات.
وقال القس نادر حنا من كنيسة ام المعاونة في قضاء الحمدانية: ان "احتفالات اعياد المسيح اقتصرت على اقامة الصلاة  والقداس وتوزيع الحلوى ترحما على أرواح الشهداء، داعياً الله ان يحفظ شعب العراق".
واشار حنا الى ان "اشجار الميلاد لم تزيّن اطلاقا في عموم كنائس المسيحيين وهذا يحدث لاول مرة". 
وقرعت اجراس الكنائس في عموم سهل نينوى ابتهاجا باعياد الميلاد وعودة الأسر المسيحية الى حضن المحافظة بعد نزوح دام سنوات بسبب عصابات "داعش" الارهابية، إذ شهدت مدينة الموصل ولاول مرة بعد عدة اعوام زخما كبيرا خلال القداس في كنائس ايمن الموصل وايسرها".
ام ايفان 50 عاما تقول ان "حضورها القداس كان بالنسبة لها حلماً وتحقق بعد ان عادت مع ابنائها الخمسة منتصف شهر ايلول الماضي من كردستان بسبب نزوحها  جراء عصابات "داعش"، وتدعو الله ان يعم السلام في ارجاء العراق عامة وخاصة سهل نينوى الذي تقطنه اغلبية مسيحية".
وتؤكد الآنسة نوار ادور أنّ "عدم اقامة احتفالات في اعياد الميلاد يأتي تضامناً مع قضية الشعب العراقي الواحد، إذ لا فرق بين دم مسيحي ومسلم كلاهما ينزفان من اجل التضحية، إذ ستقتصر طقوس اعيادنا في هذا العام على زيارة الاقارب واقامة الصلوات"  مضيفة، "العيد بالنسبة للمسيحيين هو العيش في بلد امن بعيدا عن الارهاب".
وكان البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قد اعلن الغاء مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية، احتراما لدماء الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الامنية، وتضامنا مع أوجاع وآلام أسرهم.
وقالت البطريركية في بيان، انه "سوف لن تكون هناك أشجار ميلاد مزيَّنة في الكنائس والساحات، ولا حفلات وسهرات بهذه المناسبة، ولا استقبال رسميا للتهاني في مقر البطريركية، إنما نكتفي بالصلاة ترحماً على أرواح الضحايا، والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى، وعودة الحياة الطبيعية الى البلاد ونهوضها بوطن راقٍ، جامع لكل طوائفه وشرائحه، انطلاقاً من قيم الاحترام والمساواة والمواطنة والحق في الحياة الكريمة".