السيد محسن: لا أبواب لبيوت البصرة فهي مشرعة للضيوف

الصفحة الاخيرة 2019/12/29
...

بغداد / فاطمة رحمة
 
 
الاعلامي محمد السيد محسن، ولد أسلافه على سطح الماء، في ناحية "المنار" السابحة فوق رقرقة أهوار الناصرية، وولد هو قريبا من موانئ البصرة، لكن صرخته الأولى، هزت القصب والبردي، وما زال صدى صوته يتردد بين الفضائيات.
 عابرا نشأته الجنوبية والأسر والتأليف المسرحي ودراسته الاكاديمية في الفنون الجميلة. قال السيد محسن: "اصولنا الناصرية، استقر ابي.. بحكم وظيفته وانتمائه للحزب الشيوعي، بداية الخمسينيات.. في البصرة، حيث ولدت قرب الموانئ" مؤكدا: "لا ابواب لبيوت البصرة؛ لأنها مشرعة للضيوف". 
وأضاف: "علمني طارق شعبان، العزف على العود، وتعلمت كتابة القصيدة العمودية، تحت نخيل بستان الحاج مطشر عجمي، انا وصلاح مطشر" متابعا: "ألحقت قسرا بقسم الرسم الهندسي في معهد تكنولوجيا النجف، بعد شهر من الدوام في كلية الفنون الجميلة عام 1982؛ لتكتشافهم أنني من أسرة شيوعية ووالدي وأخي الأكبر لهما بصمة في نضال اليسار العراقي، أكملت الدراسة وأديت الخدمة العسكرية، ومنها أسرت يوم 11 اذار 1988، لخمس سنوات وسبعة اشهر وسبعة عشر يوما".وأشار الى أنه تنقل في المنافي: "وعملت في اذاعات وتلفزيونات قبل ان تتأسس القنوات الفضائية على شكلها الحالي، وكتبت وما زلت في كثير من الجرائد والمجلات ومن بعدها المواقع الالكترونية" موضحا: "صقلت مواهبي، مستفيدا من انضمامي الى كبريات الفضائيات.. الجزيرة والعربية وام بي سي والفرنسية الثانية والغد العربي، واعتقد ان العمل مع وسائل اعلام محترفة هو ما يحتاجه الصحفي العراقي، الذي يؤخذ عليه تبني تبعية القنوات للاحزاب التي تفرض ايديولوجيتها على الخطاب الاعلامي، وهذا موضوع إطروحة الدكتوراه الذي اناقشه في بحثي المقدم الى جامعة القاهرة حاليا".بيّن محمد السيد محسن: "كتابي الاخير "الاخيذ" وثقت للمسكوت عنه من فترة الاسرى العراقيين في السجون الايرانية والمعاناة التي واجهوها، وتغلب بعضهم عليها، ناجين بكرامتهم وحياتهم، بينما استسلم اخرون لضغوط الاسر وتداعياته.. وآخرون لم يتحملوا تلك النقلة في الحياة" مواصلا: "كتبت ما رأيت بلغة واضحة، لم اتطرق الى موقف سياسي، بل أتحدث بقضايا مجتمعية وشخصية محضة.. وثقت لرجال بسطاء، اصبحوا ابطال حكايات، وهذه دلالة على ان التاريخ لا يغفل شيئا".
ولفت الى أن: "قلة يتمتعون بملكة الحديث المباشر مع الجمهور من دون ورقة ملاحظات او شاشة قراءة المعلومات AUTIQUO انا منهم، واستطيع تحليل الاحداث؛ معتمدا علاقاتي بالواقع السياسي وثقافتي الموسوعية؛ محبذا هذا النوع من البرامج" مفيدا: "اعترف لك بسر: قاطعت الطبقة السياسية في العراق منذ اربعة اعوام وحتى الان، ولم اجر مقابلة مع طرف حكومي على الشاشة، متحولا الى ناقل لاخبار الشعب.. أوصلها الى الذين من الممكن ان يتفكروا من السياسيين واصحاب
 القرار".ونوه بأن كتابه "العراق الانكلو اميركي" سيصدر قريبا: "وهي اول مقارنة بين العراق البريطاني والعراق الاميركي في اشارة الى الاحتلال البريطاني للعراق، وتشكيل الحكومة العراقية سنة 1921 باشراف البريطانيين حتى 1958وبين العراق الاميركي الذي احتلته الولايات المتحدة الاميركية في 2003، وقيادة المشهد والتأثير فيه الى يومنا هذا" ومضى في القول: "اعتمدت في هذه المقارنة على كتاب نادر "هذا هو العراق" نشره عبد الكريم ابو التمن عام 1951 موضحا ملامح الوضع وقتذاك، ببساطة مفصلة".
رجح الاعلامي السيد محسن: "التنقل بين الفضائيات ايجابي.. يكشف قوة الصحفي، الذي يجب ألا يتحول الى موظف يلبي مطالب مديره.. الوظيفية والشخصية، وهو ما تسير عليه معظم القنوات العراقية حاليا.. اطرح مقولة اتفق وفقها مع اصحاب القنوات وهي "اسير مع الجميع وخطوتي وحدي" اعتبرها شرطا لكل مكان اعمل فيه؛ فانا في الحقيقة لي وجهة نظري، لكن لا اتجاوز على الخطاب الاعلامي الذي تعتمده القناة، واحيانا كمن يستأجر ساعة تلفزيونية من قناة ما، مقابل اجر شهري لبث هذه الساعة من خلال قناته" مشددا: "لي وجهة نظر في التقديم التلفازي، حيث بات مقدمو البرامج يقلدون بعضهم البعض، واعتقد ان الابداع عامل مهم يجب ان يتشكل في شخصية الصحفي؛ لذا ازعم اني قدمت تجارب صحفية مهمة من خلال القنوات العراقية ومنها برنامج "اغلبية صامتة" من الشرقية، حيث قدمت الصحفي الوسيط بين الطرفين.. الحكومي والشعبي، و"المراقب" من دجلة و"البوصلة" من اي ان بي.. نوع جديد من الاعلام الاستقصائي الذي ينقل وجهات نظر الشعب الى الجمهور، حيث يأخذ الصحفي دورين التقديم التلفازي والتحليل للاحداث، وهذا النمط لم يكن موجودا في الاعلام العراقي واشاهد اليوم كثيرين بدؤوا يقلدونه".