بادر عدد من الشباب في ساحة التحرير ، بنصب شجرة ميلاد كبيرة زينت بصور واسماء شهداء التظاهرات الذين سقطوا خلال الاشهر الماضية مع اقامة صلوات تستمر حتى حلول رأس السنة.

"التظاهرات منذ انطلاقتها كانت تعبيراً حياً عن رفض الطائفية والمحاصصة والتفرقة بين ابناء العراق وابراز هويتهم التي يحملها مختلف الطوائف بدون استثناء، فمبادرة نصب هذه الشجرة وتزيينها بصور الشهداء بدل الاجراس والهدايا هي رد جميل الى اخواننا المسيحيين بعد الغائهم مظاهر الاحتفال بعيد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية"، بحسب الناشط احمد صلاح صاحب المبادرة.

المتظاهرون شاركوا في مراسيم نصب الشجرة بعد تنظيف المكان حولها وعلقوا اسماء وصور اصدقائهم الذين كانوا يوماً من الايام بينهم يطالبون بحقوقهم المشروعة بسلمية ، مرتضى محمد احد المتظاهرين ارتدى زي بابا نوئيل ولوح بيده علامة النصر وهو يتفقد اسماء أصدقائه ويقبل صورهم المعلقة على الشجرة، متمنياً لهم الجنة والفردوس الاعلى، طالباً من كل محتج يرى الشجرة قراءة سورة الفاتحة ترحماً على ارواح الشهداء والتي كانت بمثابة رسالة يقدمها محمد لهم. 

فراس راضي قال ان "اجمل مايميز هذه التظاهرة هو الوعي الحضاري عند الشباب في استقبال كل شيء يدعو الى الوحدة والبناء فهذه الشجرة مثلت عراقاً مصغراً، اشترك في تكوينه مختلف الطوائف واثبت للعالم اجمع اننا شعب نعيش في وطن واحد نتشارك الافراح والاحزان معاً ، متمنياً ان يكون العام الجديد عام سلام ومحبة وتكاتف". 

اما المهندس هيثم النعيمي فقدم شكره وتقديره الى الطائفة المسيحية على مبادرتها التي اثبتت ان العراق بوحدته يستطيع التغلب على المصاعب والضغوطات وسيسترد عافيته من جديد، فمبادرتهم كانت تدل على الوعي والتحضر والسلمية التي يتمتع بها ابناء العراق وهذه هي البذرة الاولى الذي نسعى الى زرعها. 

ويذكر ان بطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قد اعلن في الثالث من شهر كانون الاول الغاء مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية في العراق احتراماً لارواح الشهداء وتضامناً مع آلام اسرهم.