قحطان جاسم جواد
عبد الجبار كاظم.. فنان اصيل، قدم زهرة شبابه في سبيل الفن العراقي، ولم يدخر وسعا في سبيل رفعته، شاهدته في مسلسل «المسافر» في قرية «وانة» على حدود محافظة نينوى، وهو من ابطال المسلسل الى جانب القيصر كاظم الساهر واسيا كمال ونزار السامرائي.
كان المقر الخلفي لملاك التصوير، بيت في غابات الموصل، حيث كنا نلتقي فيه بعد انتهاء التصوير. في أول يوم استوقفني بعض زوار الغابات، متحدثين عن الفنان العالمي جاك نيكلسون!، مؤكدين وجوده من دون معرفة سر زيارته؛ فداهمني الفضول للبحث عنه واللقاء به لتحقيق سبق صحفي!
مر اليوم من دون ان اشاهده، لكن برهة ووجدت نفسي وجها لوجه امام جاك نيكلسون، بتسريحته التي ارجع فيها شعره الى الوراء، وسالفه الطويل يقترب من خده، محلقا شاربيه. تجمع حوله الناس، وهو يبتسم من دون ان يهمس بكلمة، لكن حين اقتربت قليلا منه أحسست أنّه ليس جاك نيكلسون، بل عبد الجبار كاظم!
لماذا اجرى هذه التغييرات في شكله؟ هذا ما لم اعرفه الا بعد يومين، عندما التقيت المخرج فلاح زكي، عائدا من اميركا؛ لإخراج مسلسل «المسافر» مقدما كاظم الساهر، ممثلا لأول وآخر مرة.
قال زكي إنّه اقنع عبد الجبار كاظم بتقمّص «كركتر» جديد على الدراما العراقية، يشبه الى حد ما الفنان العالمي جاك نيكلسون، لاسيما ان الشخصية هي لرجل يحكم المنطقة مسيطرا عليها؛ مما يشجّع على ظهور مثل هذا الكركتر.
وفعلا نجح عبد الجبار كاظم، ومعه المسلسل وكاظم الساهر، الذي لم يمثل بعد ذلك مرة ثانية؛ لانه فنان موسيقي.. مطرب وملحن، خلق لذلك وليس للتمثيل.
بعد سنوات توفي عبد الجبار كاظم، في عز شبابه اثر ارتفاع ضغط الدم، لكنه أنجب فنانا هو مهران نتمنى ان يعيد أمجاد والده.