صغير زرافة يموتُ وبجانبه صديقه الكلب

الصفحة الاخيرة 2020/01/10
...

ترجمة/ أنيس الصفار 
 
أعلن ملجأ محافظة لمبوبو لأيتام الحيوانات في جنوب افريقيا أنَّ صغير الزرافة الذي عثر عليه وحيداً في البراري قبل مدة قصيرة قد مات وليس الى جواره غير كلبٍ كان قد صادقه عند أول مجيئه الى الملجأ. انهارت صحة الزرافة الصغير، الذي أطلق عليه اسم جاز، جراء تعرضه لنزيف في الدماغ, وفقاً لما جاء في صفحة الملجأ على موقع «فيسبوك». وردَ في بيان الملجأ ما يلي: «لقد انفطر قلبنا، نحن فريق العاملين في الملجأ، لهذا الحدث. خلال اليومين الأخيرين قبل رحيله عنا بدا جاز مترنحاً بطيء الاستيعاب وكأنه لا يدرك ما الذي يدور من حوله، ثم انهار فجأة ورأينا دماً يتجمع في عينيه».
أدخل صغير الزرافة الى الملجأ قبل بضعة أسابيع وكان عمره أياماً معدودات لا أكثر، عثر عليه أحدُ المزارعين في البرية وكان ضعيفاً يعاني الجفاف فاتصل بمركزنا طلباً للمساعدة. تقول المربية جاني فان هيردين»: إنَّ «علاقة صداقة نشأت على الفور بين الزرافة وكلب حراسة اسمه هانتر».
يقول مؤسس الملجأ آري فان ديفينتر: إنَّ «العاملين كانت لديهم قناعة بأنَّ الزرافة الأم قد تخلت عن صغيرها لسببٍ ما، أو لعلها استشعرت وجود علة أو مرضٍ لديه». يمضي مضيفاً: «أخيراً علمنا أنَّ أم جاز لم تكن أماً سيئة وأنها لم تترك صغيرها بلا سبب، بل لأنها علمت».
قال بيان الملجأ في وداع الزرافة الصغير: «لقد علمتنا أموراً كثيرة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وسوف نتذكرك دائماً بالمودة والحب». دفن جاز في موضع قريب من الملجأ وتلقى موقعه على «فيسبوك» آلاف المشاهدات ومئات التعليقات المعبّرة عن الحزن لموت الصغير العزيز والقلق على هانتر وكيف سيداوي شعوره بفقدان صديقه.
يقول الملجأ إنّ هانتر بخير وإنَّه عاد الى مزاولة تمارينه لكي يصبح كلب تعقّب. في صورة حديثة يظهر هانتر وقد جلس قبالة باب مغلق هو باب الغرفة التي كان يمضي فيها الوقت الى جوار صديقه الزرافة. 
لم يفت الملجأ أنْ يثني على وفاء هانتر لصديقه، قال على صفحته: «لقد بقي ملازماً لصديقه حتى النهاية الى أنْ حلت لحظة الفراق. لقد أثبت أنّه فتى طيب وأنه خير الأصدقاء». 
 
صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن وكالة أسوشيتد بريس