الحلة / محمد عجيل
اعتاد المصور عبد الرحيم موسى الفتلاوي أن يجمع كل ما يحصل عليه من انتيكات واشياء قديمة حتى اذا كلفه ذلك مبالغ مالية عالية يقتطعها من مرتبه الشهري.
في الفترة الاخيرة قام الفتلاوي بإهداء مقتنياته من التحف الفنية والتراثية الى مركز تراث الحلة الذي افتتح قبل سنوات عدة من اجل حفظ وأرشفة تاريخ الحلة للفترة الممتدة من نهاية العصر العثماني مروراً بفترة الاستعمار الانكليزي وتأسيس الدولة العراقية.
قال الفتلاوي لـ"الصباح"، "بدأت فكرة جمع الأنتيكات وشرائها منذ فترة ليست بالقصيرة حتى انني في بعض الأحيان اضطر الى اقتطاع جزء من المصروف العائلي من اجل شراء تحفة تراثية قد يصل سعرها الى مليون دينار مثل الكاميرا الشمسية او الكرسي الذي جلس عليه اول متصرف في محافظة بابل التي كانت تسمى آنذاك لواء الحلة، وهو علي جودت الأيوبي الذي تسلم منصبه عام 1921م".
واكد ان "هواية جمع الانتيكات او التحف الاثرية قد لا تجد لها صدى عند غالبية الناس الذين يَرَون فيها مضيعة للمال والوقت، لكنها عند البعض تشكل علامة تاريخية لما لها من اهمية وجدانية، اضافة الى بعدها الوطني من خلال حماية التراث والحضارة خاصة ونحن نعد امتداداً للأجداد البابليين الذين كان لهم دور بارز في رسم معالم التاريخ الإنساني عبر مسلة حمورابي الشهيرة".
واوضح الفتلاوي ان "الاهتمام بالمقتنيات لا يعني جمعها وحفظها بل اطلاقها بالفضاء الرحب من اجل ان يطّلع عليها الجمهور ومن هنا كان القرار ان تقدم كهدايا الى مركز تراث الحلة الذي افتتح بجهود الأدباء والفنانين في بابل وبدعم مباشر من العتبة العباسية المقدسة، لغرض عرضها مع شرح موجز عن نوعيتها وتاريخ صنعها والبلد المصنع ومن بين الانتيكات التي قدمتها اواني طعام تعود الى العقد العشريني من القرن الماضي وأدوات زراعية ووسائل إعلامية مثل الراديو ".
واشار الى ان "الامر يتطلب مزيداً من الاهتمام الحكومي بالمركز من اجل ان يقوم بمهامه على اكمل وجه مثل شراء بعض التحف القديمة التي غالباً ما يجدها الباعة المتجولون في القرى والارياف، اضافة الى انشاء خانات خاصة بالعرض وليس هناك ضير أن ينظم معرض سنوي للانتيكات يتم خلاله الحصول على ماهو مفقود وثمين .