الحلة / محمد عجيل
رغم حداثة بنائه التي تعود الى منتصف الحقبة التسعينية من القرن الماضي، الا ان القصر الرئاسي في بابل الذي يقع ضمن حدود المدينة الاثرية مازال طَي النسيان، حيث اندثرت معالمه وعاث به الخراب بعد أن صوره الكثيرون على انه رمز للظلم والاضطهاد رغم ان إنشاءه كان من اموال الشعب ولم يكن لاحد فضل في بنائه.
ومن اجل استعادة الروح لهذا القصر اقترح فنانون في المحافظة بتحويله الى صالة عرض للفنون التشكيلية على ان يكون جزءاً من نشاط مهرجان بابل للثقافات والفنون الذي يقام سنوياً على المسرح البابلي.
الفنان فائز الراوي قال ان " بابل تفتقر الى صالة عرض للفنون التشكيلية رغم ان ذلك جزء من ثقافتها بسبب وجود كم هائل من التشكيليين، اضافة الى أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بابل ومن هذا المنطلق وجدنا من الضروري أن يدعم الفن التشكيلي بصالة تليق بالنشاط الفني من اجل الحاقها بفقرات مهرجان بابل للثقافات ومن ثم توجيه الدعوة الى فنانين تشكيليين من دول عربية واجنبية واعتقد ان ذلك سيشكل علامة فارقة بالمكان، حيث يستنبط بعض الفنانين لوحاتهم من الفترة الزمنية لإنشائه والمليئة بالاحداث المهمة من تاريخ العراق، اضافة الى ربط الحداثة الفنية بأعمال البابليين القدامى الذين كانوا يحتفلون كل عام على المسرح الذي مازال شاخصاً للعيان".
واكد محمد حسين انه "من المعيب جداً أن يبقى هذا الإنشاء بعيداً عن الاعمار بحجة ارتباطه بفترة مظلمة، لاننا اذا سلمنا لهذا الامر علينا أن نهمل فترات مهمة من تاريخ العراق دون تدوينها وبدورنا عرضنا هذا المقترح على نائب محافظ بابل حسن منديل الذي قال لنا: ان احد اسباب الاهمال الذي اصاب هذا القصر هو الخلاف بشأن عائديته بين وزارة الثقافة والآثار والحكومة المحلية، باعتبار ان القصر يقع ضمن حدود المدينة الاثرية في حين نرى انه جزء من المنتجع السياحي الذي نشرف عليه ورغم ذلك نحن على استعداد أن نأخذ بالمقترح من اجل احياء مسيرة الفن التشكيلي في المحافظة بالشكل الذي يجعلها تظهر الى العالمية من خلال مهرجان بابل للثقافات والفنون".
يذكر ان القصر الرئاسي الذي انشئ نهاية عام 1994 واستمر العمل به طوال ثلاث سنوات يضم قاعات كبيرة تصلح أن تكون صالات للعروض الفنية .