بغداد/ كاظم لازم
عرضت على خشبة مسرح الطليعة نهاية الاسبوع الماضي مسرحية المونودراما الجديدة "مجنون رغماً عنه".
جرت احداث العرض وفق منهج الواقعية في فن المسرح من خلال رحلة رجل وصل الى السبعين من عمره، يعيش في مستشفى الامراض العقلية ليستذكر طفولته التي قضاها يتيماً وسط اجواء من الحرمان في احدى دور الايتام، ليعمل في عدد من المهن ومنها العتال والشحاذ، ثم يلجأ الى مرحلة الحلم بغية تحقيق مافقده طوال حياته لينجح مجسد الشخصية في ايصال شفرة النص مع المنظومة الخارجية التي اعتمدت على ايقاع الحركة المســـــــــــــــــــــتمر والتنقل على جغرافية المسرح.
المسرحية من تأليف موسى جاسب واخراج د . زهير البياتي وهي من انتاج تجمع الفرق المسرحية الاهلية بالتعاون مع دائرة ثقافة وفنون الشباب وقد جسد الشخصية الرئيسة الفنان عبد الله محمد.
مؤلف العرض قال "ركزت مشاهد ولوحات المونودراما على اهمية الوجود الانساني من خلال فقدان الشخص لاسرته مبكراً ومدى تأثيرها في حياته، ليصطدم بمشكلات وصعوبات الحياة التي خلفتها الحروب والاحداث السياسية التي تحيطه ليعيش في بيئة طاردة للقيم الانسانية ".
اما المخرج فاشار الى أن " المسرحية حملت رسالة عن مفهوم التحدي الذي يكمن في داخل الانسان عندما يواجه الصعوبات من اجل الخروج منها، وقد تعمدت باسناد الشخصية لفنان في السبعين من عمره من اجل أن تقترب من الواقع".
الفنان عبد الله محمد والذي جسد شخصية العرض قال "رغم ابتعادي عن فن التمثيل لسنوات طويلة فبعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة العام 1977 عملت مع فرقة 14 تموز المسرحية في سبعينيات القرن الماضي ، فأنا سعيد الآن بعودتي من جديد للمسرح لاجسد شخصية رجل اصيب بجنون رغماً عنه ".
رئيس تجمع الفرق المسرحية الاهلية د. صبحي الخزعلي اشار الى أن هناك العديد من الصعوبات التي يعيشها المسرح العراقي في سنواته الاخيرة بسبب ما نمر به من ازمات سياسية ومع هذا فالمحاولات لا تتوقف، فهذه المسرحية عالجت مفهوم الانسان المعاصر وما تعيشه شريحة كبار السن وهي تحلم في عيش كريم ووطن آمن".