وسيم الاحمر: الاعلام المستقل نادر جداً

الصفحة الاخيرة 2020/01/21
...

باريس / عدوية الهلالي
درس الصحافة في جامعة دمشق ، وكتب منذ عام 1995 في صحف عربية كبرى مثل " الحياة "و" الاتحاد" وغيرها ..تنوعت كتاباته بين المقالات الصحفية والتغطيات الثقافية والاقتصادية ..ويعتبر الاعلامي المعروف وسيم الاحمر تلك المرحلة تأسيسية لأنها تهيئ الصحافي لامتلاك أدوات مهنته ..بعد اتمامه دراسته العليا في مجال ( العلاقات الدولية ) في باريس ، عمل كصحافي ومراسل لعدد من وسائل الاعلام الدولية ، ثم التحق بقناة فرانس 24عام 2009 ، ومازال يعمل فيها معلقاً ومحللاً ومقدماً لبرنامج " محاور" ..في حوار معه ، سألناه عن أهمية الدراسة الاكاديمية في العمل الاعلامي فقال :
تسمح عملية الجمع بين ممارسة الاعلام ودراسة العلاقات الدولية للصحافي أن يتعمق أكثر في الشأن الدولي ويمتلك القدرة على رؤية الامور بشكل موضوعي، خاصة ان العمل في بلد اوروبي يسمح لنا بالحكم بعيداً عن التأثيرات والضغوط السياسية والداخلية، فضلاً عن المقارنة بين مانشاهده ومانتابعه ..كما ان الدراسة تسمح بامتلاك ملكات عقلية لقراءة الامور وتطوير الادوات التي نمتلكها ولاختيار منهج في التعامل ، لكنها لاتكفي اذا لم تتوفر الثقافة العامة والتجربة والمتابعة الدائمة التي تشكل أكثر من 80 بالمئة من رسالة الاعلامي وماتبقى هو كيفية ايصال المعلومة بطريقة رشيقة وسليمة ، فهنالك العديد من الاعلاميين الذين لم يكملوا دراستهم ولم ينقص ذلك من قيمتهم الاعلامية ..
* ماهي شروط النجاح في العمل في قناة دولية؟
-كانت قناة "فرانس24" نقلة اساسية بالنسبة لي فهي قناة فرنسية ناطقة باللغة العربية وتلتزم بالمعايير والقوانين الصحفية الفرنسية والاوروبية بشكل عام ، وهي تغطي كل القضايا الدولية، لذا فان تجربة العمل في قناة فرنسية هي تجربة مهمة لأي صحافي، لأن هنالك واجبات واحتراماً لقيم الاعلام كما ان هنالك حقوقاً للصحافي، فالقناة تدافع عنه في اطار القانون وهذه نقطة مهمة لتحقيق النجاح ..
*كونك صحفياً عربياً تعمل في قناة دولية ، هل تطرح وجهة نظرك كمحلل حيادي أم تشعر ببعض الانحياز لقضايا بلدك؟
-انا افضل كلمة موضوعي اكثر من حيادي ، مع ذلك ، لن اتحدث بتنظير فأقول ان الصحافي منعزل عن العالم ولايتأثر بقضايا بلده ..في النهاية الصحافي انسان ولديه مشاعر ، لكن هنالك معايير مهنية معروفة يجب الالتزام بها عندما نتحدث عن اية قضية كالدقة في نقل المعلومة وعدم التضليل او النظرمن زاوية واحدة ، ولاشك اننا نتأثر عندما نغطي قضايا بلادنا العربية، لكن هذا يجب الا يتعارض مع الموضوعية والمهنية التي تقوم عليها مهنتنا ، و-برأيي- ان الاعلام المستقل نادر جداً لكن الصحافي يجب ان يكون محمياً بالقانون ..
*اذا تسنى لك اختيار صحفيين من الجيل الجديد للعمل فماهي الشروط التي يجب توفرها فيهم؟
-على الصحافي أن يكون مدركاً لصعوبات مهنته فالصحافي الذي يريد أن يعمل كموظف ويتمتع بالعطل بعيداً عن الاحداث لن ينجح في عمله لأن الصحافة شغف وحب، اضافة الى امتلاك ادوات الكتابة والحس الصحفي ومواكبة ثورة الاتصالات بالقدرة على الانفتاح على العالم ..أنا اعترض مثلاً على صفة ( ناشط صحفي) التي يحملها البعض مؤخراً ..فالناشط قد يعطي معلومات بطريقة غير مهنية ولاتوجد مؤسسة مهنية تحاسبه ..أنا مع بقاء الصحافة مهنة اساسية تلتزم بالقوانين وتتأقلم مع المتغيرات التكنولوجية .
* كيف ترى الاعلام العربي حالياً؟
-يوجد في العالم العربي اعلام مميز جداً ولديه جمهور يثق به ، لكن السمة العامة له هي انه يعكس الانقسامات الحاصلة في المنطقة، لأننا نعرف ان وراء كل فضائية جهة معينة وهذا يضعف مهمة الاعلام ، لأن المهمة الاساسية للاعلام هي نقل المعلومة وليس التحشيد ، كما ان ظهور الاعلام البديل في وسائل التواصل الاجتماعي بدأ يجد له جمهوراً، ذلك ان عدداً كبيراً من الصحفيين يعبرون عن آرائهم عبر تلك الوسائل وهذا يخلق تنوعاً وحرية في الآراء ..
*هل تراجع التلفزيون اذن أمام هذا الاعلام البديل؟
-لابد للتلفزيون أن يتأقلم مع الجديد، ليجتذب المشاهد الذي لايمكن استغفاله ، فهنالك نقطة اساسية في التحول الذي حصل مؤخراً ، اذ يكاد اي متلقٍ أن يصبح ناقل رسالة وصاحب رأي وهذا جعل مهمة التلفزيون اصعب، فصار لابد من اقناع المشاهد بان هناك معلومات جديدة ..في قناة "فرانس 24 "مثلاً ، اعتدنا على تقديم نشرات الاخبار القصيرة لأن المعلومة تصل للمشاهد اليوم عبر الهاتف ولايحتاج الى مواد مطولة ، ومع ذلك ، لاارى ان ظهور وسيلة اعلام جديدة يلغي ماسبقه فلكل وسيلة اعلامية قيمتها على أن تتأقلم مع المتغيرات .