يستعدُّ الفنان التشكيلي محمد عبد الوصي لتقديم عملٍ جديدٍ بفن الأداء بعد نجاح أعماله السابقة. يمثلُ عبد الوصي العراق بيديه ويوجه رسالة من خلالها بـ"إيقاف القتل"، إذ قال لـ"الصباح": "سأحمل الورد والرصاص كلاً بيد حيث تقوم اليد التي تحمل الورد بسحب الرصاص من الأخرى وتحطيمه واحدة تلو الأخرى وهو دلالةً على انتصار الحق والسلام". وأضاف "بدأت أول عمالي سنه 2015 فوق سطح المنزل حيث قدمت مائدة طعام الى أصدقائي لكنها من نوعٍ آخر كانت محملة بالعنف المعاصر وجميع الأشكال الحياتية التي نشاهدها في يومياتنا، إذ دلت المائدة على الجوع الناتج عن الحروب".
يتفاعل الكثيرون مع ما يقدمه عبد الوصي من أعمالٍ بين دموع ودهشة في حين يستغرب آخرون الرسالة الموجهة من خلال هذا الفن.
وأشار عبد الوصي "قدمت نحو خمسين عملاً خلال السنوات الخمس الماضية وأغلبها جسدتها في موقع الحدث نفسه ومنها (فاجعة الكرادة، دخول الأميركان للعراق، بين جدران بابل، المكان لا يتغير، السرطان والسيارات المفخخة تتنافس على قتل الشعب العراقي
وغيرها)".
يقوم صديق عبد الوصي بعض الأحيان بمساعدته في تقديم العروض: "جسدنا أنا وصديقٌ لي عدة أعمال مشتركة منها (كلنا للعراق فحم)، إذ صببنا الفحم المذاب بالماء أمام مجموعة من الناس للتعبير عن حادثة الكرادة وقدمناه في مكان وقوع الفاجعة ذاته، وعبر الحاضرون حينها عن إعجابهم بهكذا طرق غرائبيَّة تصور واقعهم المعاش".
إضافة الى عمل (الطوفان) والذي قمنا بأدائه في منطقة بورسيبا جنوب الحلة حيث اقترح العمل حلولاً بشكل دائم لتورطنا بحياة لم نشارك بصناعتها أنا وصديقي اقترحنا أنْ يكون الطوفان هو الحل لبداية جديدة وزمن جديد يبدأ من بورسيبا.
وجه محمد في نهاية الحديث رسالة عن فن الأداء قائلاً: "ما أقدمه هو لحظة وعي وليس تمثيلاً، فأنا أنقل الواقع بحركات تعبيريَّة بسيطة".
واضاف "أتقبل جميع الآراء التي يدلي بها الناس.. فالإيجابيَّة منها توحي لي بوصول الرسالة للمتلقي والسلبيَّة أتعلم منها لأصحح الأخطاء، فأغلب الحضور هم من ذوي الاختصاص وبالتأكيد إطراءاتهم مثمرة".