أثار المؤتمر العالمي للأزهر الشريف بشأن تجديد الفكر الإسلامي جدلا واسعا في اعقاب كلمة رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت الذي دعا فيها إلى تطوير علوم الدين وليس أحياء علوم الدين القديمة بكل مافيها من إشكالات.
المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يجمع قامات من العلماء المسلمين والمثقفين والشخصيات العامة، وقد ناقش تحديات التجديد وعلى رأسها ما يشيعهُ البعض بشأن تكاسل الأمة واعتزالها الخطاب الدعوي وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية التي تروم تحقيق أغراضها. إلى هنا سارت الأمور على ما يرام، لكن كلمة رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت كانت السبب وراء كل ذلك الجدل الذي تحدثت عنه منصات التواصل ووسائل الإعلام.
فبعد حديثه عن تجديد الخطاب الديني واشارته إلى إهمال التراث في ماهو حيَّ وما هو ميت، منه الصواب ومنه الخاطئ الذي يجب على الجميع تمييزه والتحقيق فيه، مثله مثل المؤسسات الأخرى قد يصيب وقد يخطئ. وأن جميع معارك داعش هي نفس المعارك الأولىٰ المنغلقة فكريا حتى وصلت إلى ماوصلت اليه من التطرف والتراجع، وأننا لم نستطع أن ندخل إلى عصر التجديد
الحقيقي .
ويجب علينا أن ندعو لتطوير علوم الدين وليس أحياء علوم الدين القديمة بكل ما فيها من إشكالات.
واستمر رئيس جامعة القاهرة محمد الخشت قائلا: فوالله الذي لا إله إلا هو لو عاد الشافعي مرة أخرى في عصرنا هذا لأتى بفقه جديد في إشارة للمدرسة التي يعتنقها امام الأزهر الشيخ أحمد الطيب.
هذه الكلمة استدعت ردا متانياً من شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب الذي كان يدون ملاحظاته الكثيرة حين القى رئيس جامعة القاهرة كلمته وانتظر حتى أنهى جميع المتحدثين كلماتهم ليرد لاحقاً بكلمة انتشرت بشكل واسع على كل مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال ناقدا خطاب رئيس جامعة القاهرة: كنت أود القول ان كلمة تلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق مثل تجديد الخطاب الديني يجب ان تكون كلمة معدة ومدروسة سلفا. لا ان تأتي هذه الكلمة نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر، هذا من جانب، ومن جانب آخر، والكلام لفضيلة الامام مسترسلا وناقدا خطاب رئيس جامعة القاهرة: أنت تقول إن التجديد في الخطاب الديني مثل بيت أبي؛ أحبه وأقدره، لكن لا أسكن فيه وعلي الانتقال منه إلى بيت جديد، فأنا اقول لك هذا ليس بتجديد، هذا إهمال وترك واعلان الفرقة مع بيت الوالد مع احترامي.
الجمهور في هذه اللحظة تفاعل مصفقا مع هذا الرد، إذ عده البعض موقفا محرجا لرئيس الجامعة، والبعض تطلع اليه كمناظرة طبيعية وصحية في مؤتمر كهذا.
وغرد البعض بأن شيخ الأزهر قصف جبهة رئيس جامعة القاهرة بسبب حديثه عن تجديد الخطاب الديني والتخلي عن التراث الإسلامي، راداً على رئيس الجامعة بأن التجديد يكون في بيت والدك وليس في
الدين.
بينما غرد البعض أن فضيلة الإمام لم يحرج رئيس جامعة القاهرة، بدليل أن رئيس الجامعة طلب التعليق والتعقيب على ما تحدث فيه، فكانت لفضيلة الإمام ملاحظاته التي قالها برقي وحكمة ومنطق وشجاعة، هذا كل ما في الأمر، بينما عدّ آخرون أن شيخ الأزهر طرح ذلك على قدر قربه من التقوى فأدرك اليقين، معبرا له بعبارة: الله ينصرك.