إجراءات حكومية مكثفة للوقاية من «كورونا»

العراق 2020/02/02
...

بغداد / عواصم / الصباح والوكالات 
 
بينما كثفت الجهات الحكومية إجراءاتها للوقاية من خطر فيروس {كورونا} الجديد، وتأكيدات وزارة الصحة سلامة الطلبة العراقيين وأسرهم الموجودين في مدينة ووهان الصينية “بؤرة الفيروس”؛ أفادت بيانات منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس ضرب 24 بلداً حتى الآن، في وقت خصصت فيه بكين أكثر من 173 مليار دولار كميزانية لمواجهة تداعيات وباء “كورونا”.   
وزير الصحة والبيئة جعفر صادق علاوي، أفاد بأن “عدد الطلبة العراقيين الموجودين في مدينة ووهان الصينية يبلغ 63 طالباً وأسرهم معهم”، مؤكداً أن “الوزارة على اتصال مستمر مع السلطات الصينية التي أكدت سلامتهم جميعاً من فيروس كورونا”.
وأضاف، ان “الإجراءات الصينية في منطقة ووهان منعت سكانها من مغادرة المدينة، لذلك فإن سفارة العراق تتابع الموضوع عن كثب لإيجاد طريقة لإعادة الطلبة الى البلاد”، متعهداً بـ”توفير جميع الإجراءات التي من شأنها أن تمكن الطلبة وأسرهم من العودة الى العراق».
من جانبه، أكد الوكيل الفني لوزارة الصحة حازم الجميلي، أن “الوزارة وضعت آلية للوقاية من فيروس كورونا والإجراءات اللازمة في حال وجود إصابات بهذا الفيروس داخل العراق”، مشيراً إلى أنه “تم التعامل مع المنافذ الحدودية والمطارات وكذلك مع الشركات الأجنبية الصينية المتواجدة في العراق، من خلال وضع آليات للتعامل معهم والإجراءات التي اتخذت للوقاية من الفيروس”.
وأضاف، ان “أهم الإجراءات التي اتخذت للتعامل مع الوافدين العراقيين؛ هو تهيئة مستشفى قرب المطارات لحجرهم فيها لمدة 14 يوماً للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، وذلك لأن مدة الحضانة 14 يوما”، مبينا أن “الوزارة خصصت ردهات عزل في دوائر الصحة مهيأة ومجهزة بالكامل في حال تسجيل إصابة بهذا الفيروس”.
وكانت اللجنة الوزارية العليا قد كشفت في وقت سابق، عن عدم تسجيل أي إصابة عند العراقيين المقيمين في الصين، بينما أوصت باتخاذ الإجراءات الصحية للتأكد من سلامة جميع الوافدين.
وأعلنت وزارة الخارجية وجود تنسيق مع الجانب الصيني لإجلاء الطلبة العراقيين من مدينة ووهان بعد انتشار مرض فيروس كورونا، بينما أكدت عدم تسجيلها أي إصابة بصفوف العراقيين.
 
مناشدة إنسانية
بدورها، ناشدت لجنة حقوق الانسان النيابية، الحكومة العراقية، باتخاذ التدابير اللازمة لإعادة طلبة الدراسات العليا في مدينة ووهان الصينية -مصدر فيروس كورونا- بعد مناشدتهم التي وردت بخصوص إجلائهم مع أسرهم وإنقاذهم والنظر بعين الإنسانية في مصيرهم كونهم محتجزين في منازلهم لأكثر من أسبوعين، بحسب بيان للجنة.
وطالبت اللجنة السلطات والجهات المعنية بإغاثة الطلبة وأسرهم واتخاذ الإجراء اللازم لتأمين عودتهم، مع الأخذ بنظر الاعتبار توفير الدعم اللوجستي في توفير الحماية الصحية التامة وإجراءات الفحوصات اللازمة لهم ولأسرهم.
بدوره، أفاد مدير إعلام صحة ديالى فارس العزاوي، بان “نتائج الفحوصات التي أجراها فريق طبي مشترك في مقر شركة(ZPEC)  الصينية، أثبت عدم تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا”، لافتا الى أن “مقر الشركة الذي يقع في أطراف ناحية قزانية (120كم شرق بعقوبة) لم يشهد مغادرة أو استقبال أي مسافر من الصين على مدى الشهرين الماضيين”.
 
أعداد الضحايا
وفي آخر تطورات ملف “كورونا” دولياً، كشفت السلطات الصينية أمس الأحد، عن أن 304 أشخاص توفوا في البلاد من الفيروس حتى الآن، بعدما قضى خلال الساعات الـ24 الماضية على 45 شخصاً إضافياً، وأفادت لجنة الصحة الوطنية في بكين، بان الساعات الـ24 الماضية سجلت أيضا 2590 إصابة جديدة بهذا الفيروس المميت الذي وسع انتشاره، بينها 1921 إصابة في مقاطعة هوبي بؤرة الوباء بوسط البلاد، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين في عموم البلاد إلى 14380 شخصاً.
بدوره، قال البنك المركزي الصيني إنه سيضخ سيولة قدرها 1.2 تريليون يوان (173.81 مليار دولار) في الأسواق من خلال عمليات إعادة شراء للأوراق المالية اليوم الاثنين، بعد أن وعد بتوفير دعم نقدي وائتماني للشركات التي تواجه صعوبات بسبب انتشار الفيروس.
وتخضع مدينة ووهان وإقليم هوبي بوسط الصين، حيث ظهر الفيروس، لحجر صحي فعال، وذكرت السلطات الطبية ان أعداد حالات الإصابة قفزت في مدينتين مجاورتين لووهان، مما يزيد المخاوف من ظهور بؤر انتشار جديدة على الرغم من القيود المشددة على السفر.
كما فرضت مدينة ونتشو في شرق الصين، البالغ عدد سكانها 9 ملايين، قيودا مشددة على تنقلات سكانها وأغلقت عدداً كبيراً من الطرقات لاحتواء فيروس “كورونا” الذي يتفشى بسرعة في المدينة الواقعة خارج بؤرة الوباء، ولم يعد مسموحاً سوى لفرد واحد فقط من كل أسرة أن يخرج من المنزل مرة واحدة كل يومين لشراء الضروريات.
وأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، بتكليف 1400 من أطباء وممرضي القوات المسلحة بمعالجة مرضى “كورونا” بمستشفى هوشنشان في ووهان ابتداء من اليوم الاثنين، ويتسع المستشفى لـ 1000 سرير، وهو مؤقت ومخصص لعلاج المرضى المصابين بالفيروس، وقد تمكنت الصين من بنائه وتجهيزه خلال 6 أيام بعد تفشي الوباء في هذه المقاطعة الواقعة في وسط البلاد.
وسبق للرئيس الصيني، ان أكد خلال اجتماعه مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال لقائهما في بكين، أن «الصين تحدوها ثقة تامة في الفوز بمعركة مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس_كورونا الجديد» في حين، أشاد غيبريسوس «بالإجراءات التي اتخذتها الصين على نطاق واسع لمواجهة الوباء، معربا عن تقدير منظمة الصحة العالمية الكبير للفعالية الكبيرة في مكافحة الفيروس، مؤكدا الثقة في قدرة الصين على منعه والسيطرة عليه، داعيا الدول الأخرى إلى الاستفادة من هذه التجربة».
ومع الاستجابة السريعة والتعبئة الوطنية للصين، أظهرت أعمال الوقاية من الوباء ومكافحته في الصين فعالية عالية للغاية، ففي الأيام الأخيرة، احرزت الصين تقدماً كبيراً في بناء مستشفيين مؤقتين في ووهان، حيث أنجز بناء الغرف النموذجية بمستشفى هوهشنشان، التي يمكن أن تستوعب 1000 سرير، ومن المتوقع أن يتم تسليمها قريبا.
 
انتشار الفيروس
إلى ذلك، أعلنت إدارة الصحة الفلبينية أن الفلبين سجلت، أمس الأحد، أول حالة وفاة خارج الصين بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، وسجلت حالات إصابة في أستراليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهونغ كونغ واليابان وروسيا وإسبانيا وتايلاند والولايات المتحدة و14 دولة أخرى.
وأكد مسؤولون من قطاع الصحة في الولايات المتحدة، حالة إصابة ثامنة بفيروس “كورونا” الجديد، وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستوفر مأوى للواصلين من الخارج الذين قد يتطلب الأمر وضعهم في حجر صحي.
وأعلنت السلطات الألمانية اكتشاف حالتي إصابة بفيروس «كورونا» الجديد بين ركاب الطائرة التي عاد على متنها نحو 150 مواطنا ألمانيا وأجنبيا من مدينة ووهان الصينية أمس الأول السبت، ليرتفع إلى 10 عدد الحالات في ألمانيا.
منظمة الصحة العالمية، أكدت في مؤتمر صحفي من القاهرة أمس الأحد، ان معظم البلدان ستكون مجهزة لكشف هذا الفيروس خلال الأسبوع، وأضاف ممثلو المنظمة أنه يوجد في المنطقة والعالم، مختبرات متخصصة لتحديد الفيروس والحالات المصابة، وشددوا على أنهم يتابعون وبشكل يومي تطورات الفيروس.
وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، اعلن أن “تفشي فيروس كورونا الجديد أصبح حالة طوارئ للصحة العامة تثير قلقا دوليا، كما أكد أن هذا القرار لا يمثل عدم ثقته في الصين، فمنظمته تحافظ على الثقة بقدرة الصين  على احتواء الوباء والقضاء عليه، وتعارض فرض قيود على السفر إلى الصين أو التجارة مع الصين”.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية تشخيص إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، لدى وافد من مدينة ووهان الصينية، ليبلغ عدد الحالات خمس.