بيروت / غفران المشهداني
يفضل المكفوفون في كل مكان من العالم الاستماع إلى الراديو؛ لأنه يقدم لهم البرامج والأعمال الفنية والدرامية، التي يتوقون لها؛ تعويضاً عن نعمة البصر، ويلبي إهتماماتهم المتنوعة؛ ولأن الإذاعة تعتمد حاسة السمع؛ اذ يتساوى المبصرون مع سواهم في الاستفادة الكاملة منها؛ لذا تعتبر الإذاعات العربية مصدراً رئيساً
في تكوين الوعي الاجتماعي للمكفوفين.
قالت الصحفية والمحامية المصرية دينا المقدم: «المكفوفون وجميع من لهم احتياجات خاصة، لابدَّ أن نضعهم دائماً أعلى قائمة اولوياتنا في الدول العربية، هكذا أمرنا الدين وتقتضي الإنسانية» مؤكدة:
«نأتي لموضوع النقاش وهو دور الإذاعة في إثراء ثقافة فاقدي نعمة البصر الذين يعتمدون بشكل أساسي على حاسة السمع، فعلى القائمين على الإذاعات العربية الإهتمام بشكل كبير بهذا الأمر والاعتراف بأنهم الجمهور والمستمع الأكبر ليس من باب الرفاهية فقط ولكن من باب الاحتياج».
وتابعت: «بناء عليه تقديم برامج تثقيفية وتوعوية تهتم بشؤون فاقدي البصر هو ضرورة إنسانية وليس اختياراً» مبينة: «أعتقد حان الوقت لكتّاب الدراما كي يتخصصوا بتأليف أعمال خاصة بفاقدي البصر؛ كي تصبح هي بصرهم وتعرفهم الى العالم وما يحدث فيه من
تطور لا يستطيعون رؤيته بأعينهم لذلك لنأخذ بأيديهم معنا في رحاب هذا التطور، ونشاركهم في حل المشكلات والأزمات ليصبح لهم دور فعال».
بينما توضح الكاتبة والصحفية أماني التونسي، أن: «الإذاعة شكّلت وعي جيل كامل سواء أكانوا مكفوفين أم غير مكفوفين، فأنا من مواليد 1983 وأتذكر في صغري كنت استمع بشغف للبرامج الصباحية والأغاني من مذياع السيارة على طريقي..
من بيتنا.. إلى المدرسة» مشيرة: «احب أن أذكر لكِ تجربة خاصة بي، فوالدي كان ضابطاً في الجيش
وفي عام 2005فقد بصره وأصبح الراديو صديقه الصدوق، ودائماً احاول أن اسجّل له البرامج
والتمثيليات الإذاعية النادرة من الاذاعة التي أعمل فيها كي يسمعها ويستمتع بها».
وأوضحت التونسي أن: «هناك
إذاعات تقدم برامج أعدت وانتجت خصيصاً للمكفوفين، فهي تحاول تشكيل وعيهم بإيجابية،
وكيف يتجاوزون الإعاقة البصرية بشكل طبيعي، وتقدم لهم برامج تعالج مشكلاتهم وتزيد من مستوى تعليمهم، وترى ماذا ينقصهم
من اهتمام نفسي وبرأيي هم يحتاجون لبرامج يقدمها أشخاص من فئتهم.. أي من المكفوفين؛
كي يشعروا بمعاناتهم أكثر ويحاوروهم من خلال البرامج التي تعنى بهم».